تسعى دول الخليج العربي إلى تشجيع السياحة الداخلية، بالتعريف بأهم المواقع والأماكن التي توجد في منطقة الخليج، وذلك لما يمثله قطاع السياحة عالميًّا من مورد مالي كبير للعديد من الدول، وتسعى دول الخليج إلى جذب مواطنيها أوّلا وخاصة أولئك الذين يفضّلون السفر للخارج لقضاء إجازاتهم السنوية فتسعى الدولة إلى توجيه أنظارهم إلى السياحة الداخلية بحيث يقضون إجازاتهم داخل المملكة ولا يسافرون خارجها، وقامت الحكومة السعودية بعدّة حملاتٍ إعلانية، كما استعانت بالمشاهير للفت انتباه المواطنين والمقيمين والزائرين إلى أن السعودية تمتلك معالم سياحية تستحق الزيارة، وفي هذا المقال سنعرض أهم المعالم والأماكن التي تستحق الزيارة في السعودية، وسنبدأ بالمعالم والأماكن الدينية التي يعرفها القاصي والداني والتي تعد منبع الدين الإسلامي الذي انتشر في العالم أجمع.
مكة المكرّمة:
المكان المقدّس بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء المعمورة، حيث شهدت هذه المدينة بداية الرسالة الإسلامية بنزول الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وكانت مركزا تجاريا ودينيا مهما حتى قبل الإسلام، كما شهدت أسواقها ندوات ثقافية حفظتها كتب التاريخ الأدبي العربي.
كانت قرية صغيرة، اشتهرت بقصة زمزم التي تتصل بالني إسماعيل -عليه السلام- ابن النبي إبراهيم -عليه السلام- عندما ترك إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في وادٍ جاف شهد معجزة نبع ماء زمزم.
تعددت تعليلات سبب اختيار هذا الاسم لهذا المكان ولا يوجد قول بتٌّ وعلمي دقيق للفصل في سبب تسميتها بهذا الاسم، ولكن من الأقوال التي يمكن ان تكون مقبولة أنها المكان الذي يزدحم الناس فيه، وترجيح هذا الاسم يرجع إلى قداسة الكعبة التي كانت تؤمها قبائل العرب قبل الإسلام.
وذكرت في القرآن الكريم بأمّ القرى، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾
مكة اليوم مدينة كبيرة تشهد حضارة عمرانية كبيرة وفنادق متعددة تحيط بالمسجد الحرام، ومن أهم معالم المدينة: المسجد الحرام الذي يؤمه ملايين المسلمين سنويا للحج والعمرة، وفيه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ومقام النبي إبراهيم عليه السلام.
ومن المعالم غار حراء الذي شهد نزول الوحي على النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- وكذلك يعد غار ثور ذا أهمية كبيرة عند المسلمين للواقعة الكبيرة التي شهدها وهي حماية الني -عليه السلام – وصديقه أبي بكر -رضي الله عنه- وذلك أثناء هجرتهما من مكة إلى المدينة المنورة.
ومن المعالم والأماكن الحديثة فندق الساعة الذي يمثل تحفة معمارية بالقرب من المسجد الحرام.
المدينة المنوّرة:
ثاني أهم مركز مقدس بالنسبة للمسلمين، كانت تعرف بيثرب، وسماها الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد هجرته إليها بالمدينة المنورة، يرجع زمن تأسيسها إلى 1500 سنة قبل الهجرة النبوية، لها مكانة كبيرة عند المسلمين كونها المكان الذي قبل دعوة رسول الله وكانت العاصمة السياسية الأولى لدولة المسلمين، وشهدت بناء أول مسجد في الإسلام وهو: مسجد قباء أحد أهم المعالم في المدينة المنور بعد المسجد النبوي.
وثمة معالم إسلامية مهمة جدا في المدينة المنورة على رأسها:
المسجد النبوي: هو أحد المساجد الثلاث التي ذكرها النبي عليه السلام في حديثه: “”لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى”.، ويضم المسجد قبر النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبيه أبا بكر وعمر -رضي الله عنهمت-
ومن المعالم المهمة أيضاك : مسجد قباء أول مسجد في الإسلام، كما ذكرنا آنفًا، وكذلك مقبرة البقيع، وموقع معركة جبل أُحُد.
جُدّة القديمة:
كانت جدة المدينة الساحلية التي تمتاز بنافورتها وأبنيتها الحديثة اليوم عبارة عن قرية صغيرة ترجع إلى أكثر من 2500 عام ، وأهم معالمها جدة القديمة ( البلد) وهي المركز التاريخي لمدينة جدة وتتكون من سبع حارات، وهي: حارة المظلوم – حارة الشام – حارة اليمن – حارة البحر – حارة البلد – حارة الرويس – حارة الكرنتينا.
تمتاز المدينة القديمة بالبيوت التي ترجع إلى القرن التاسع عشر والتي تم ترميمها، مع الحفاظ على النمط المعماري القديم لتلك البيوت.
وتمتاز المدينة بشريطها الساحلي على البحر الأحمر. ومن معالم المدينة ناقورتها التي تعرف بنافورة الملك فهد أو نافورة جُدّة، التي يصل ارتفاعها إلى 312 مترا، وقد صممت بشكل مشابه لنافورة جنيف، وحاول المصممون أن يجعلوها مشابهة لأدوات المنطقة التي استعملوها على مر السنين فجعلت على شكل مبخرة، ويبرز جمالها في الليل بوساطة الأضواء التي خصصت لها، والتي تضفي عليها منظرا جميلا عندما تعمل ليلا.
جزر البحر الأحمر:
تعرف هذه الجزر بمالديف السعودية، وهي من المواقع والأماكن المميزة في السعودية؛ وذلك بسبب لون مياهها والشعب المرجانية التي توجد في مياه البحر الأحمر، والتي تحوّل مياه البحر إلى اللون الفيروزي. كما أنها تعد من أماكن الغطس العالمية، وتمتاز بهدوئها الذي يساعد على الاسترخاء.
منازل القحطانيين:
وتعرف بقرية الزنجبيل، وألمع، وهي مشهور باسم: رجال ألمع، وتمتاز هذه المنطقة بالطريقة الهندسية في بناء منازلها المبنية من الحجارة بين الأشجار الخضراء.
تقع هذه المنطقة في الجهة الغربية من عسير، وتبعد عن أبها المركز الإداري لمنطقة عسير قرابة 45 كم.
مشهورة بقصورها الحجرية، وبمتحفها الذي يضم مجموعة من الآثار التي ترتبط بتاريخ القرية، وبعادات أهلها، وبأدواتهم التي كانوا يستعملونها عبر التاريخ.
جبال عسير:
تمتاز بطقسها المعتدل المغاير لطبيعة درجة الحرارة في صيف السعودية، وتمتاز بخضرتها، وبمطرها وببردها في الشتاء، وبعربات التيلفريك التي تصل إلى 3 آلاف متر.
واحة الأحساء:
من المواقع والأماكن التي صنفت في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي من أكبر الواحات الموجودة في السعودية، تقع شرقي المملكة العربية السعودية، تتضمن مساحات واسعة مزروعة بأشحار النخيل، وتمتاز بوفرة مياهها الجوفية،
الخاتمة
وأخيرا نقول لا شك أن كلّ بلد له خصوصيته، وله ميزاته وله جماله الذي وهبه إياه الخالق سبحانه، ولكن نقول هل نجحت السعودية في تحقيق ما تصبو إليه من خلال جعل المواطن يفضّل السياحة الداخلية على السياحة الخارجية، وهل ما تقوم به من حفلات مغايرة للذوق العام السعودي، أدّت الهدف المنشود، أم لو أنها سعت إلى عدم التخلي عن عاداته وتقاليدها والسير وفق القيم التي ربي عليها أبناؤها فإنها ستجذب الناس أكثر سواء المواطنين أم غير المواطنين، فالذي يلاحظه المتابع أن الانفتاح أو ما يطلق عليه تجاوزا مصطلح الانفتاح شذّ حتى عن اساليب الدول الأوربية التي لا توجد فيها قوانين تتعلق باللباس والشراب والعلاقات بين الجنسين، حيث لوحظ في التجمعات والكرنفالات السعودية حالات تحرّشٍ استكرها السعوديون قبل غيرهم حيث نشروا هاشتاق عن الذوق العام وأهمية عدم القدح به وتشويهه، ورأينا مشاهد نقلتها الكاميرات سواء على شاشات التلفزة أو على شاشات وسائل التواصل جعلت المتابع يستهجن ما يراه كأن ترى كهلا يتحرش بفتاة صغيرة أو مجموعة كبيرة من الشباب يتحرشون بفتاة تمشي وحدها.
إذن نظن ومن خلال النتائج أن الجذب ولفت الانتباه يحتاج إلى استراتيجية تتوافق مع البيئة التي نمى وتربى بها أفرادها على ذوق خاص بهم وبين ما يجري من أمور تسويق سياحي عالمي لا يخرم الذوق العام، ولا يحد من الحرية التي لا تؤذي مشاعر أهل البلد.
وهذا ما كرسته معظم الدول المشهورة سياحيا حيث حافظت على موروثها الثقافي، وعاداتها وتقاليها المميزة لها عن باقي شعوب الأرض.