إسلامنا نظام يوافق العقل والروح د. محمد خالد الفجر

     عندما تشاهد منشورات الملحدين مع نهاية العام الميلادي تزداد تمسكا بالإسلام وتعيد الشهادة أكثر من مرة، فمنشوراتهم الهازئة بديننا تقوم على عرض صور الإكثار من شرب الوسكي والعرق والسخرية من الدين الذي حرمهما، والتفوه بكلام لا يمكن أن يقبل أن يسمعه أبناؤه منه لوقاحته وقلة حيائه.

      يعني إذا كان هناك نظام يقول الآتي: لا تشرب الخمر ولا تأكل أو تشرب أي شيء يهلك صحتك ويدمر مالك حرام عليك المخدرات، لا تعق أمك وأباك ولا يحق لك أن تتأفف من برهما، لا تخالفي زوجك ولا تحرم زوجتك من حقوقها، ربي أولادك وعلمهم ، اعتن بنظافة بدنك وروحك، لا تسرق ولا تكذب ولا تغدر ولا تغشّ ولا تخون، لا تهتك أعراض فتيات الأسر، لا تظلم، تواصل مع أقاربك وأهلك، اهتمّ بالفقير وخاصة اليتيم، خصص جزءا من مالك سنويا للزكاة إذا كان لديك فضل مال، لا ترم أي شيء يزعج الناس في طريقهم، لا تفرق بين الناس على أساس ألوانهم و أجناسهم… وغيرها من القوانين الناظمة للعلاقات الاجتماعية.

    فهل ستهزأ من هذا القانون، وهل ستسخر منه، وهل أكون منافيا للحضارة والمدنية إذا اتبعته، وبصور أخرى وهل ترى أنني في شربي للوسكي والعرق أكون حضاريًّا ومدنيًّا وحرًّا، أم أنني باتباعك أرى نفسي تائها ومحل سخرية بعد سكري وغياب عقلي وكره الناس لرائحة فمي، أي صاحب عقل يقول لك النظام ليس حرمانا من الحرية بل هو ضابط ومنظم ومشعر بجمالها.

       إسلامنا يا أيها الملحدون الهازئون لا يمثله شخص ولا كيان يمثله مبادئه التي جاءت بالقرآن وصحيح السنة والتي كونت نظتمت راعي العقل ولم يهمل الروح، إذا وجدت مسلما مخالفا للنظام الإسلامي أو مسلمين كثرا فالنقص فيهم وليس في النظام وتعلمون ما أهمية النظام الإسلامي إذا طبق وما قوته إنها لا تحتاج إلى رقيب؛ لأن الذي يوقن بنظام الإسلام والسير فيه يكون متبعا له وعالما أن رقيبا عظيما يرافقه في كل مكان وهو الله، فهو يتبع النظام من ذاته وهذا النظام أوجد له سبل التوبة والعودة عن الخطأ، بحيث إذا أخطأ لا يتمادى في خطئه ولا يتبع هواه ويزداد غيه كذلك الذي ينتقل من كأس البيرة إلى كأس العرق إلى الوسكي ثم إلى المخدرات، بل إنه يجد طريق العودة الذي رسمه له النظام الإسلامي فدين الإسلام الذي تحاولون الهزء به ما هو إلا طهر يعرفه كل من قرأه بإنصاف وكل من يريد الحق لا الهوى والكبر الزائف.

وإلى من يؤمن بدين الإسلام إياك ان تربط دينك بشيخ أو ميخ او فريخ بل كن على معرفة بدينك وأموره الأساسية التي ركز عليها وهي ضبط العلاقات بين الناس التي تعد أشرف وأقدس أمر في دين الإسلام عامل الناس وفق النظام الإسلامي لا وفق رؤية الشيخ. إسلامنا في صلتنا مع ربنا لا يحتاج إلى واسطة، وإذا قلت وكيف أتعلم ديني فأقول لك معك الكتب وكتب كثيرة ومعك عقلك وعندما تريد العلم من شخص فانظر إليه كأستاذ العلوم او الفيزياء خذ منه العلم لا طريقة الصلة بربك. أي لا تقدسه ولا تجعله ربك في الأرض وأنت تظن أنك تتقرب إلى الله بالقرب منه.