التجارة الالكترونية: في مقال نشره أستاذ الكرسي ومدير أبحاث التسويق في جامعة تكساس أ.م (Texas A&M)
فينكاتش شنكار تحدث حول كيفية تغيير الفكر التجاري العالمي بعد إنشاء جيف بيزوس لمتجره أمازون وعنون مقاله الذي نشره في موقع (theconversation.com) ب”كيف غيّر بيزوس وأمازون العالم”
بدأ مقاله بالحديث عن مرحلة تأسيس بيزوس لأمازون وعن مضي 27 عاما على تاريخ إنشائه لمتجر إلكتروني يتم الطلب فيه من خلال المودم المتصل بالهاتف أي قبل ظهور الوايفاي وكيف كانت الفكرة تقوم على بيع الكتب للزبائن عبر الإنترنت.
ويقول صحيح أن الفكرة كانت هي بيع الكتب لكن مؤسسها كان يريد لها أن تكون الأكبر على وجه الأرض وكانت البداية تقوم على وجود جرس يرن كلما حصلت عملية طلب على منتج ومع ازدياد الطلبات صار الجرس مزعجًا للموظفين لكثرة رنه بسبب زيادة الطلبات فأزيل الجرس من كثرة الإزعاج.
التجارة الالكترونية الشاملة
وضع بيزوس نصب عينيه موضوع أن تصبح شركته متجرا لكل شيء واستطاع السيطرة على القطاع بل أدى وجوده إلى إغلاق كثير من متاجر البيع التقليدية وغدت شركته تكتلا عالميا مترامي الأطراف لتصل قيمتها السوقية إلى 1.7 ترليون و7 مليارات دولار أي تعادل الناتج الإجمالي لمجموعة كبيرة من البلدان مجتمعة.
سميت الشركة على اسم أكبر نهر في العالم (نهر الأمازون) سنة 1994 وكانت الغاية منها تسهيل عمليات البيع على مستوى العالم.
قبل تأسيسها كان على المتسوقين الدوليين أن يسافروا من بلد إلى بلد ويقوموا بالعمل الشاق في البحث عن مرادهم ، أما اليوم فالمتاجر تصل إلى المتسوقين في أي وقت وفي اي مكان في العالم.
جعلت الشركة التسوق يقوم على النقرة الواحدة، والتوصيات الشخصية والتعليقات على المنتجات، والتسليم في المنزل.
وأتاحت أمازون ميزة الطلب من خلال الأوامر الصوتية وكذلك الضغط على صور في الانستغرام أو البينترست
أدت أمازون إلى إغلاق كثير من مراكز بيع التجزئة التقليدية حتى قبل الوباء لأن تلك المتاجر لم تستطع مسايرة التطور والتسهيلات في التسويق التي قدمتها أمازون. حتى وصل الأمر ببعض المحللين إلى القول إننا في زمن نهاية بيع التجزئة التقليدي.
كانت الجائحة نافعة جدا لأمازون وضارة لكثير من مخازن التجزئة حيث أغلق كثير من المتاجر أبوابه وفضّل كثير من المستهلكين التسوق عبر النت فكان هذا غنيمة لأمازون حيث ارتفعت أرباحها وزاد نفوذها.
لم تقتصر أمازون على بيع المواد والكتب بل انتقلت إلى الاستثمار في العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي فدخلت في تجارة الاستثمار السحابي في النت والمنتجات المرتبطة بالطائرات بدون طيار القائمة على الذكاء الاصطناعي كما في: Alexa و Amazon web services.
ومن كثرة تمددها وقضائها على كثير من الأعمال وإغلاقها لكثير من المتاجر ظهر مصطلح أمازونيد (Amazoned)
الذي يستعمل للإشارة إلى الأعمال التي توقفت بسبب أمازون.
اليوم أمازون هي خامس أكبر شركة في العالم توظف 1200000 موظف في العالم وكانت قد وظفت خلال الوباء 427000 موظف وتقوم الآن بأتمتة أكبر عدد من الوظائف.
وبعد انتقادات للشركة بسبب الضغط على الموظفين عندها رفعت الشركة الحد الأدنى لموظفيها إلى 15 دولار في الساعة.
كما أنها تعرضت لمجموعة من الانتقادات بخصوص التأثير على البيئة وبينت أنها ستكشف قريبا عن مزيد من المعلومات حول تأثيرها على البيئة.
في أحد اللقاءات العلنية قال جيف بيزوس مؤسس أمازون إن عمله وتركيزه يقوم على ألا تموت هذه الشركة وقد قال إن معظم الشركات في العالم تعرضت للإفلاس في مرحلة ما من مراحل حياتها فنحن سنسعى إلى الحفاظ على عدم إفلاسها فهي ليست بنجاة من الفشل.
التجارة الالكترونية في عالم الذكاء الاصطناعي
تعمل الآن أمازون على ما بات يعرف بالشحن الاستباقي أي توصل المنتجات إلى الزبائن ويترك للزبون الخيار بعد أن يصل إليه المنتج ويتعرف عليه إن شاء أبقاه عنده وإن شاء أعاده إلى المتجر دون ان يتكلف شيئا من المال.
كما أنها تحرص في التجارة الالكترونية على الاستثمار في ميدان تسهيل التسويق عن طريق الروبوتات والذكاء الاصطناعي .
وفي هذا العالم وبعد النجاح الكبير في التأسيس والإدارة قرر جيف بيزوس أنه سيتنحى صيف هذا العالم عن منصب الرئيس التفيذي وينتقل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة مفسحًا المجال لآندي جاسي ليكون الرئيس التفيذي الجديد للشركة العملاقة
وكتب بيزوس في رسالة إلى الموظفين: “بدأت هذه الرحلة منذ قرابة 27 عاماً. أمازون كانت مجرد فكرة، وليس لها اسم. كان السؤال الأكثر شيوعاً لي في ذلك الوقت، ما هو الإنترنت؟ … اليوم، نوظف 1.3 مليون شخص من الموهوبين والمتفانين، ونخدم مئات الملايين من العملاء والشركات، ونُعرف على نطاق واسع كواحدة من أنجح الشركات في العالم”.