مازالت تبعات الجائحة تقلق المجتمع الدولي، خاصة مع التضخم العالمي الذي بات الهم المؤرق للأسر في العالم أجمع، المحبط ان وسائل الإعلام العالمية لا تبشر بحلّ لهذه الكارثة فصحيفة الواشنطن بوست أفادت بأن الأسعار ارتفعت في جميع أنحاء العالموأنه لا حل قادم لهذه الأزمة
وأشار التقرير إلى أن الأميركيين في الولايات المتحدة يعانون من “أعلى معدل تضخم منذ 40 عاما، لكنهم ليسوا وحدهم”.
أوربا تتخوف من استمرار التضخم
وفي أوربة الوضع ليس أحسن حالا فالقلق ليس من سؤابل متى تنتهي أزمة كورونا بل أصبح السؤال الملح حاليًّا هو متى ستشهد الأسعار توقفا عند حد يلجم تضخمها المتواصل.
ففي الوقت الذي يصر فيه البنك المركزي الأوروبي على أن الارتفاع القياسي في الأسعار مؤقت، فإن السياسيين في القارة لا يمكنهم تحمل التفاؤل حيث يكافح الناخبون الغاضبون مع فواتير الغاز والبقالة الخاصة بهم ، ويشاهدون مدخراتهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس تحترق.
ففي بلجيكا يواجه قرابة مليون شخص مشاكل في دفع فواتير الطاقة ، وارتفعت أسعار المعكرونة في إيطاليا بنسبة 40 في المئة تقريبًا ، ويهدد الارتفاع المفاجئ في تكاليف الطاقة بضرب مساحات واسعة من القدرة التصنيعية في أوروبا في قطاعات تتراوح من الألمنيوم إلى الحلويات.
السؤال الكبير هو ما إذا كان ارتفاع التضخم هذا مجرد وميض في عموم الأمر وما إذا كانت أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة – التي تسبب الألم الأكثر إلحاحًا للأسر – ستنخفض بالسرعة التي ارتفعت بها ، أو ما إذا كان هذا تحولًا طويل الأجل التي سيتم تقييدها في النهاية من خلال الزيادات الكبيرة في الأجور. وكمل هو معروف فإن الدول التي تلجأ إلى رفع الأجور بدلا من إقاف التضخم، فإن هذا يعني أن التضخمأصبح ثابتا ويصعب حله.
التضخم الذي تشهده منطقة اليور يعد الأكبر منذ 40 عاما وهذا ما يقلق المجتمع الأوربي، خاصة مع عدم وجود حلول قريبة كما تفيد التقارير الاقتصادية الأوربية.
عالمنا العربي ليس أفضل حالا:
في عالمنا العربي الأمر ليس أفضل حالا خاصة في الدول التي فيها مشكلات منذ عقد من الزمن فالتضخم أصبح مخيفا لكثير من الأسر وكثرت الجرائم والسرقات نتيجة العوز والفقر الذي يستشري وينتشر في معظم أقطار الوطن العربي.
ونشر صندوق النقد العربي نسخته الرابعة عشر من تقرير “آفاق الاقتصاد العربي” عن الأداء الاقتصادي للدول العربية، وللأسف أظهر التقرير أن رفع القيود وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا أدى إلى زيادة الطلب، وأظهر التقرير الأثر السلبي للتقلبات المناخية على المحاصيل الزراعية، حيث أدى التقلب المناخي إلى قلة بعض المحاصيل التي تعد أساسية في سلة غذاء المواطن العربي، وهذا يعني أن أسعارها ارتفعت ارتفاعات جنونية.
ويناء على توقعات تقرير الصندوق فإن التضخم قد يشه انخفاضا خلال 2022، ولكن إلى الآن لا مؤشرات تشير إلى هذا الاتجاه بعد مرور قرابة شهر على بداية 2022.
حل المشكلة في عالمنا العربية:
إن أهم حل لمشكلات الوطن العربي يبدأ بالعمل بين الدول على إخماد بؤر التوتر والاتجاه نحو ما يطلق عليه بالتكامل الاقتصادي، وهذا في مصلحة الجميع، حيث إنه لا مكان للحل سوى بالبدء بحل الخلافات وإنهاء الصراعات، والبدء بإيجاد نوافذ اقتصادية تسهم في سهولة حركة المنتجات بين الدول العربية، ومن ثم يؤدي هذا إلى التكامل الاقتصادي الذي يسهل تحقيقه في الوطن العربي. مع وجود منتجات متنوعة يكمل من خلالها كل بلد عربي حاجات البلد الآخر.