الذكاء الاصطناعي هل سيجعل حياتنا أفضل؟
يشهد عالم اليوم انطلاق الثورة الصناعية المعرفية الرابعة، التي يتصدرها الذكاء الاصطناعي، الذي وصل إلى العديد من الإنجازات في مجال محاكاة البشر من ناحية الحركة وتنفيذ المهام التي تتطلب التحليل وسرعة اتخاذ القرار، والتي تتمثل اليوم بعالم الريبوتات التي تشهد منافسة عالمية في العالم المتقدم، فهل هذا الذكاء الاصطناعة نعمة أم نقمة على حياتنا؟ هذا ما سنتعرف عليه بإيجاز في هذا المقال:
1- ما هو الذكاء الاصطناعي:
يُعرّف الذكاء الاصطناعي بأنه القدرة الرقمية على تنفيذ المهام التي كانت يقوم بها الإنسان، وخاصة تلك التي تتطلب إعمال الذهن والفكر، مثل: القدرة على التفكير أو اكتشاف المعنى أو التعميم أو التعلم من التجارب السابقة.
ويرجع تاريخ استعمال هذا المصطلح إلى القرن التاسع عشر، ففي سنة 1955 صاغ عالم الكمبيوتر الأمريكي جون مكارثي مصطلح الذكاء الاصطناعي: (Artificial intelligence).
وتمثل الموسوعة البريطانية على الذكاء الاصطناعي بأمثلة حياتية عشناها مع تطور الحياة الرقمية المرافق لتطور الحضارة الإنسانية، فمن هذه الأمثلة:
اكتشاف البراهين للنظريات الرياضية أو لعب الشطرنج- بإتقان كبير، وتقدّمت طرق استخدام الذكاء الاصطناعي لتشمل التعرف على الأشخاص، وقيادة السيارات الحديثة وتنفيذ العديد من المهام التي تتطلب معالجة ذهنية لفهم الأمر ومن ثم الاستجابة له، إلى عالم الفضاء واكتشافه، والحروب، وغيرها من المجالات التي تعتمد اليوم على الذكاء الاصطناعي في كثير من مهامها.
ويستعمل الذكاء الاصطناعي في تحويل اللغات الطبيعية إلى لغات معالجة بلغات برمجة رقمية، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي اليوم القيام بالترجمة الآلية، وأداء عمليات إحصائية دقيقة لتحليل اللغات صوتيا ومفرداتيا وتركيبيًّا.
وتستعمل العديد من لغات البرمجة في الذكاء الاصطناعي، مثل: Python, R ، Java، وتركز عملية الذكاء الاصطناعي على ثلاث مهارات معرفية، وهي: التعلم، والاستدلال، والتصحيح الذاتي.
2- أهمية الذكاء الاصطناعي:
يعد مهمًا؛ لأنه يمكن أن يمنح المؤسسات رؤى حول عملياتها التي ربما لم تكن على دراية بها من قبل ، ولأنه في بعض الحالات ، يمكن للذكاء الاصطناعي أداء المهام بشكل أفضل من البشر. خاصة عندما يتعلق الأمر بالمهام المتكررة والموجهة نحو التفاصيل مثل تحليل أعداد كبيرة من المستندات القانونية لضمان ملء الحقول ذات الصلة بشكل صحيح ، غالبًا ما تكمل أدوات الذكاء الاصطناعي المهام بسرعة وبأخطاء قليلة نسبيًا (techtarget.com)
من أهم الأمور التي يمكن ان تفيدنا في الذكاء الاصطناعي والتي تعد من الميزات التي يتمتع بها هي:
-
تقليل وقت تنفيذ المهام المليئة بالبيانات.
-
النتائج الدقيقة والسريعة.
-
تحليل وإحصاء بيانات بسرعة فائقة.
3- ما رأي الناس بالذكاء الاصطناعي:
نشر المنتدى الاقتصادي العالمي نتائج دراسة أجريت لصالحه، وهي عبارة عن استطلاع رأي وجه للناس حول اتجاهات الناس وآرائهم بالذكاء الاصطناعي، وتوصّلت الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلثي البالغين يتوقعون أن المنتجات والخدمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، ستغير حياتهم اليومية بشكل كبير في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.
كما توقع 60٪ أيضًا من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم أن يغير الذكاء الاصطناعي حياتهم اليومية بشكل عميق في السنوات القادمة.
4- عيوب الذكاء الاصطناعي:
رغم الإعجاب بالذكاء الاصطناعي وخاصة من قبل البالغين، إلا أن ثمة عيوبًا تشير إليه معظم الدراسات المختصة بهذا الميدان وعلى رأس هذه العيوب:
-
البطالة:
المعضلة الكبرى في الذكاء الاصطناعي تكمن في كيفية التوافق بين توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل وعدم خسارة الكثيرين من البشر لأعمالهم، خاصة مع التنبؤ الذي نشرته دراسة استطلاعية قامت بها شركة مينسكي، حيث وصلت إلى أنه وفي عام 2030 فإن ثلاثين بالمئة من الأعمال البشرية ستلغى لصالح الريبوتات (الذكاء الاصطناعي)
-
الكسل:
يخشى علماء النفس والاجتماع من أن يؤدي الاعتماد الكبير وفي أكثر مناحي الحياة على الآلة إلى خمول القدرات الذكائية عند البشر بسبب عدم تنشيطها بعمليات التحليل والاستنتاج، وتسليم هذه المهام إلى الآلات وحسب.
-
انعدام المعيار الأخلاقي:
يشير فلاسفة هذا الزمن إلى أن عنصر الأخلاق يتآكل مع الحضارة الحديثة، وهذا ما تؤكّده الحروب التي تستعمل الذكاء الاصطناعي، حيث يتم قتل العديد من البشر وإنهاء حياتهم، وطبعا الريبوت لا يتأثر ولا يتردد في القتل فهو لا يملك ما يسمى بالضمير أو بالحس الإنساني. وقد عرضت بعض الأفلام توقعات خطيرة عن عدم السيطرة على الكائنات الإلكترونية وأنها ربما تدمر البشر، نتيجة سرعة انتشارها والبرمجة التي توضع في محركاتها.