الكلمات ونشر التأييد لفلسطين ليس عملا لا قيمة له في نصرة القضية – د. محمد خالد الفجر
تغريدة لمحمد النني تحركت المنظمات الصهيونية لمحاربته وخاطبت فريقه والشركات التي يظهر في إعلاناتها كي تطلب منه الاعتذار، وتغريدة لرياض محرز جعلت غربيا يتعاطف مع القضية الفلسطينية وينشر تغريدات مؤيدة لغزة، كل ذلك يثبت ان الكلمة لها دور وتأثير.
يدلّس اليهود تاريخ الوجود العربي المسلم في فلسطين ويدّعون أن وجودنا في تلك الأرض الطاهرة ، كان بعدهم، ويعتمدون على صور أرشيفية لمصور فرنسي التقطها في القرن التاسع عشر، ويقولون إنه لا يوجد أثر للمسلمين من خلال الصور التي التقطها المصوّر الفرنسي، ويدّعون أن وجود العرب في هذه الأرض كان قبل المسيح عبارة عن مجموعة من قطاع الطرق استقرت في أطراف غزة، والوجود التالي كان بعد ظهور الإسلام وأن المسلمين جاؤوا لاحتلال الأرض، ثم يتابعون في خداعهم وكتاباتهم التي ينشرونها في المواقع والصحف العالمية، فيقولون: إنه عندما أعلن عن إعادة الإسرائيليين إلى فلسطين لم يكن العرب عددهم كبيرا، بل إنهم جاؤوا من دول عربية مجاورة لقتل الإسرائيليين، ثم يواصلون مكرهم ويقولون فالعرب هم أول من بدأ بالقتل في فلسطين، وقد بدا أن عددهم أكثر من اليهود ليس لأنهم كانوا يقطنون الأرض الفلسطينية، بل بسبب الأعداد الكبيرة التي وصلت لقتل اليهود.
هذا يعني أن علينا كلنا واجب الكتابة عن هذا الأمر صحيح أننا لا نعدل مثقال ذرة أمام المجاهدين الذين يقاتلون على الأرض ويبذلون دماءهم وأطفالهم وبيوتهم، لكن أيضا الكتابة عن فلسطين والانتماء للقضية على أي وسيلة متاحة يحسب الآن ويُحصى، خاصة مع وجود منحطين بيننا صاروا يكتبون بكل وقاحة ضد المظلومين في غزة ويناصرون إسرائيل علنا لدرجة أن الإسرائيليين أنفسهم يستحقرونهم لأنهم يعرفون أن من يخون ابن بلده ومنطقته ودينه سيخونهم؛ ولهذا لا ينظرون إليهم أكثر من كلاب تنبح معهم لا غير.
دور الكلمة في نصرة فلسطين
الآن كل كلمة تكتبها تعد صوتا لصالح القضية الفلسطينية، فلا تستصغر شيئا صحيح أن المساهمة الأعلى بكثير هي للذين يبذلون الغالي والرخيص في سبيل قضية الحق التي يناصرها كل ذي ضمير حي مسلم أو غير مسلم، ولكن أيضا بما أن الإسرائيليين لا يهملون الكلمة ويستعملون كلابهم اليوم على وسائل التواصل؛ ليكتبوا ضد الفلسطينيين من مثل هاشتاجات: إسرائيل تحت القصف، وفلسطين ليست قضيتي، ومع أن هذه الهاشتاغات تلاقي هجوما عنيفا من المخلصين وأصحاب الضمير وهم الأكثرية في منطقتنا ولله الحمد، إلا أن الصهاينة وأذنابهم لا يملون ولا يكلون وينشرون مثل هذه الهاشتاغات التي لا تراعي الله ولا الإنسان ولا الضمير البشري؛ لأنهم يعلمون أثر الكلمة ودورها.
من أيام نشر اللاعب الجزائري رياض محرز لا عب فريق مانشستر سيتي تغريدة عن تأييده لفلسطين ودعوته لحماية سكان حي الشيخ جراح، فسأله أحد المتابعين الغربيين عما يقصده من هذه القضية وماذا يجري هناك وعندما شرح له أحد المعلقين ما يجري صار هذا الغربي ينشر على حسابه تغريدات مؤيّدة لغزة.
في العاشر من مايو/أيار غرّد اللاعب المصري محمد النني لاعب الأرسنال قائلا: “قلبي وروحي ودعمي لفلسطين” فشن عليه نائب يهودي في البرلمان البريطاني هجوما عنيفا وخاطب شركة أديداس وغيرها من الشركات لتطلب من النيني أن يعتذر ، وما تزال المنظمات اليهودية الصهيونية تشن هجوما على النيني وتطالب الشركات التي يظهر النيني في دعاياتها بأن يعتذر النيني عن كتابته.
فمن لا يستطع أن يقدم شيئا ماديا فأقل ما يمكن فعله أن يكتب كلمة على وسائل التواصل يظهر فيها تضامنه وتأييده لإخوته في غزة وفي القدس وفي جميع أنحاء فلسطين الحبيبة، فالناس تراقب والعالم منفتح اليوم على بعضه صحيح أن الكلمة الفصل هي للقوة العسكرية، ولكن أي شيء يزعج المحتل فهو فعل جيد وله دور، وكلما زاد عدد المؤيدين لهذه القضية في العالم، فإن القادم سيكون خيرا للإنسان المظلوم في الأرض المحتلة.
🤲🏼🇵🇸 #Palestine #SaveSheikhJarrah pic.twitter.com/t1JdD24chc
— Riyad Mahrez (@Mahrez22) May 10, 2021
my heart and my soul and my support for you Palestine 🇵🇸 ✌️ pic.twitter.com/ywrpPk5Xmf
— Mohamed ELNeny (@ElNennY) May 10, 2021