أثبتت الدراسات البحثية العصبية المهتمة بدراسة أثر تعلم اللغات الأجنبية على صحة الدماغ أن لتعلم اللغات دورا مهما في المرونة العصبية للدماغ، وتعرف المرونة العصبية، بانها قدرة الدماغ على الاستجابة للمحفزات والتغيرات السلوكية، والمتطلبات المعرفية.
فقد أخضعت دراسة أجريت سنة 2012 على مجموعة من المتطوعين الذين أخضعوا لدورة لغة ألمانية مكثفة حيث تم فحصهم قبل البدء بالدورة اللغوية بخمسة أشهر، وتبين أن المادة الرمادية في الدماغ التي تحدد سرعة واستجابة الدماغ لمعالجة المعلومات واسترجاعها قد زادت عن المشاركين في هذه الدورة التي استمرت خمسة أشهر.
كما أن هناك دراسة قامت بها جامعة إدنبرة بين 2008 و 20010 أثبت فيها الباحثون أن ثنائي اللغة يستفيد من تعلم اللغة الثانية في قوته على الإدراك، والتحصيل المعرفي عندما يصبح في سن أكبر، ويكون أفضل من أولئك الذين لا يتكلمون سوى لغة واحدة.
أثبتت دراسة بحثية أخرى أن دماغ ثنائي اللغة يخضع للتمرين المستمر ومن ثم فهو أكثر قدرة على تنفيذ المهام المعرفية نتيجة للتحكم الأفضل في قشرة الفص الجبهي في الدماغ.
وتشير الدراسات أن التدريب اللغوي المستمر يعد نوعا من استمرارية التعليم الذي يلعب دورا مهما في الحفاظ على القوة الإدراكية، ومكافحة آثار الشيخوخة في قابل الأيام.
إن أهم شيء تسهم فيه اللغات في عمل الدماغ هو القدرة التنظيمية الهائلة على أن توجد لفظة مناسبة لمعنى بحسب المتحدث معك، فلو كان محدثك إنكليزيًّا وتريد الحديث مثلا عن الطقس فدماغك فورا يستجيب ويعطيك اللفظة المناسبة، وتستطيع على الفور الحديث مع شخص آخر بالعربية عن الموضوع نفسهن هذه السرعة في معالجة الكلمات والألفاظ، ستسهم بلا شك في سرعة إدراك الامور المعرفية الأخرى، بسبب النشاط واليقظة التي يعيشها دماغ ثانئي اللغة أو متعدد اللغات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
news-medical.net