طلاق المشاهير بين حياة الوهم ومرارة الحقيقة د. محمد خالد الفجر

أصبح خبر طلاق المشاهير ظاهرة عمّت العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، والغريب أن هذا الطلاق يأتي بعد أن نرى مدى العشق والود الذي يظهرونه على  الشاشات وكأن حياتهم خالية من المشكلات، وأنهم عبارة عن روحين التقتا وتعارفتا فأتلفتا، حتى أصبحو سببا في طلاق كثيرين نتيجة غيرة الأزواج الحقيقيين من طريقة معيشة الأزواج الذين يرونهم سواء على شاشات التلفاز أو على اليوتيوب.

فما أسباب ظاهر طلاق المشاهير، وما هي دوافعها وكيف يجب أن نستخلص الدروس منها

أسباب طلاق المشاهير

الوهم والخيال لا يزرع ودا ولا ينمي حُبًّا:

فطر الخالق سبحانه الناس على طبيعة تقوم على مشاعر مختلفة، بين حزن وفرح، واعتدال بين الشعورين، فلا توجد حياة في هذه الأرض تقوم على اللعب والصراخ، أو الغنج والدلال الدائم، ولذلك فإن مثل هذه الحياة الوهمية ستجعل أحد الزوجين أو كليهما غير قادر بعد مدة على التأقلم مع الطبيعة الفطرية التي خلق الله الناس عليها، فلن يتحمل صراخ شريكه ولا غضبه.

الاستغلال المادي:

بعض المشاهير يكون الدافع وراء الظهور بمظهر الود والمحبة نابعا من الرغبة في استثمار الشريك للوصول إلى مآرب مادية بحتة، وهذا يعني أن الحياة الزوجية مشروع استثماري، وخاصة عند الأزواج الذين استثمروا حياتهم الشخصية على برامج اليوتيوب فهؤلاء لا شك أن المادة ستدخل بينه.

الاختلاف في الشراكة المادية:

فتحت قنوات اليوتيوب المجال لكثير من العائلات لتحصيل المال، والشهرة، ولكن التكلفة غالية جدا وإن لم يرها الجمهو المتابع لكنها في الواقع وبين جدارن بيت مشاهير اليويتوب تحرق البيت بمن فيه من خلال اختلافات على التحصيل المادي ومن كان السبب في الشهرة أو في التحصيل المادي الوفير.

هذه المشكلة تنشأ بين زوجين في حياة مستورة فما بالك بين زوجين صارت الشهرة هي الهدف والمال هو المعبود لذاته، فهل عندها ستكون الحياة طبيعية أو قابلة للاستمرار، الزواج لا يقبل مفهوم التجارة في العلاقة، بل هو اتحاد بين شخصين بحيث يكون الرجل هو المدير، القائم على هذه الشركة؛ لأنه وكما هو معروف لا يمكن لشركة أن تسير بمديرين مهما بلغا من النضج العقلي والفكري.

أثر طلاق المشاهير علينا

وسط انكشاف حقائق الحياة الكاذبة القائمة على الدلع الزائف، والشهرة مقابل عرض أمور ذاتية خاصة جدا فمن الغبن الكبير أن نبقى متأثرين متمنين حياة وهمية تنتهي بفضيحة طلاق تؤطر بإطار كاذب وهو الصداقة والمحبة الدائمة، لأن السؤال البديهي بعد أن يقول الزوج او الزوجة أصبحت صديقتي وأكن لها كل احترام، او أصبح صديقي وأكن له كل احترا إذن لماذا لم تتصادقا في بيت واحد وتمنعا كسر جدار بيتكما وتمنعا الناس من الاطلاع على أسراركما.

لا يشمت بطلاق اثنين إلا خال من الضمير والرحمة وخاصة إذا كان من هذه العلاقة أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم وجدوا بين اثنين لم يتمسك أحدهما بالآخر، وكسر أطهر علاقة وهي الزواج بعناده أو بوهمه او بسماعه وتأثره بحياة الآخرين.

لتأخذوا أيتها المقدمات على الزواج العبرة مما ترين؛ لأن المعجبات باليوتيوبريين والمطربين والتكتكويين هن النساء أكثر من الرجل، وهذا يدركه كل من يقرأ التعليقات على فيديوهات الحيوات اليومية لكثير من مشاهير وهم الحياة الزوجية اليوتيوبية، أو حياة كثير من الممثلين القائمة على التمثيل أمام الناس، ما أصعب أن تعيش بقناع تخفي حقيتك وراءه كن أنت وكوني أنت افهم شريكك كما هو وانظر قبل البدء بحياة تتسم بأنها حتى الموت وعلاقة يقوم عقدها على التأبيد فانظر وانظري هل يمكنكَ أو يمكنكِ الدخول في هذا العالم أم لا.

ما أجمل حياة الفطرة، وما أجمل ما ربينا عليه من أسس الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية المقدسة، التي لا تسمح لأحد بهتك ستر طهرها، فالأسرة أغلى وأثمن جوهرة في الحياة فلا تبيعوها بثمن وهم قائم على إعجاب بحياة وهمية لمشاهير يخالفون الفطرة ثم ينهون حياتهم بقنبلة الطلاق.