علم النفس: الانفصال العاطفي، ماهو وكيف نتغلب عليه؟

علم النفس يعرف الانفصال العاطفي بأنه: عدم القدرة أو عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين على المستوى العاطفي.وقد يكون الانفصال طوعيًا أو يكون ناتجًا عن صدمة أو إساءة سابقة، وقد يكون اختياريًّا حيث يرغب بعض الأشخاص في إخراج أنفسهم من المواقف العاطفية وذلك للحفاظ على هدوئهم وتجنب شعورهم بالقلق والتوتر.
وسنتعرف في هذا المقال على أعراض ووسائل علاج الانفصال العاطفي وسنتعرف متى يكون هذا الانفصال جيداً ومتى يكون مقلقاً.

أعراض الانفصال العاطفي:
_ صعوبة في إنشاء العلاقات الشخصية أو الحفاظ عليها.
_ قلة الانتباه ، أو التظاهر بالانشغال عند وجود الآخرين.
_ صعوبة أن تكون محبًّا أو حنونًا مع أحد أفراد الأسرة.
_ تجنب الأشخاص أو الأنشطة أو الأماكن؛ لأنها مرتبطة بصدمة أو حدث سابق.
_ عدم القدرة على التعبير عن المشاعر التي تشعر بها.
_ صعوبة التعاطف مع مشاعر شخص آخر
_ صعوبة الالتزام بأي علاقة مع شخص آخر.

بالنسبة لبعض الناس ، يعتبر الانفصال العاطفي طريقة للتعامل مع الأشخاص الذين لايرغبون في التعامل معهم وهنا يمكن للانفصال العاطفي أن يكون صحيًّا بحيث يكون الملجأ لتختار متى تشارك الآخرين عاطفيًّا ومتى تبتعد.

ومع ذلك ، فإنه في حالات أخرى ، قد لا يكون الاعتماد على العواطف والمشاعر أمرًا صحيًا لما يسببه من سلوكيات غير سوية، فإنه بالإضافة إلى عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين فإنه قد يلجأ بعض الناس ممن يعانون من الانفصال العاطفي إلى تعاطي المخدرات أو الكحول أو يلجؤون إلى سلوكيات عدوانية بحيث تكون هذه السلوكيات الناتجة عن سيطرة العواطف وسيلة لتفريغ طاقاتهم العاطفية المكبوتة.

علاج الانفصال العاطفي:
الانفصال العاطفي أول لنقل الانزواء جانبا بسبب الاستجابة لشعور عاطفي تجاه موقف من المواقف كل إنسان له نصيب منه في حياته وهذا يعني أن عدم خروجه عن الحالة الطبيعية لا يستدعي علاجا بل هو من ضمن طبائع الناس المشتركة مثلما ذكرنا في مقدمة المقال عندما يجعل الإنسان حسه العاطفي ميزانا يقيم فيه طبيعة العلاقة بينه وبين الآخرين بحيث لا يجرح مشاعرهم ولا يسمح لهم من خلاله تجاوز حرم مشاعره التي لا تقبل الانكسار وهذا يكون وفق طبيعة التربية والعادات التي اعتاد عليها الإنسان.

أما عندما يصل الانفصال العاطفي إلى مرحلة تتجاوز الحد الطبيعي وتبدأ تظهر عليه حالات الاكتئاب والنفور من كل شيء ففي هذه الحالة لا بد من بدء العلاج وأفضل علاج أن يكون من الإنسان نفسه بحيث يبدأ بوضع حد لسيطرة عواطفه عليه من خلال الابتعاد عن الجلوس وحده فالوحدة الطويلة تثير مشاعر سلبية عند الذين يسيطر عليهم حكم تالعاطفة ففي وحدتهم يحللون كثيرا من المواقف فيغضبون وينزعجون من أناس ربما لا يكونون قاصدين ما أوصلته إليه مشاعره العاطفية فيحكم عليهم بالكذب ثم رويدا رويدا يصل به الأمر إلى جعل الناس كلهم في بوتقة واحدة وهذا يفتح عليه باب الاتجاه إلى أمور منكرة لتفريغ طاقته العاطفية؛ ولهذا لو نظرنا الآن في مجتمعاتنا العربية لوجدنا فتيانا في بداية دخول مرحلة الشباب ينطلقون إلى النرجيلة والسجائر والأخطر إلى المخدرات ولو فتشنا عن السبب لوجدنا أنه يرجع إلى تحكم العاطفة فيهم فمنهم من ينفصل عن الحياة الطبيعية التي ربما ربي بها في أسرته ويظن أن انطلاقته في ميدان الفساد هو الذي يسد جوع عواطفه وللأسف الأكثر منهم لا يتوقف عند حد بل يستسيغ ما يفعله ويصل إلى مرحلة عدم إحساسه بخطورة ما يقوم به من تدخين سجائر أو نرجيلة مثل هؤلاء المعالج الأول لهم الأسرة التي عليها أن تكون هي الملاذ الذي يفرغ فيه عواطفه بدون حرج بحيث  لا يغريه أحد بعد ذلك في استغلال ضعفه العاطفي وصدماته النفسية لينقله إلى عالم الفساد والرذيلة.

وأما الذين بلغوا من العمر مرحلة ليست صغيرة وامتلكوا وعيا يحسن من خلاله تحديد خياراتهم هذا الإنسان إذا وقع بما يسمى الصدمة وجعلته ينفصل عاطفيًّا فإن لعلاج حالاته أمورا كثيرة:

أولها أن يحافظ على صديق وثق فيه ويبث له كل ما يشعر به فالصديق الذي يثق به سيكون بمثابة الطبيب النفسي له.

الأمر الثاني: وهو المهم جدًّا ألا يسمح للفراغ أن يقتل وقته بل يملأ وقته بالعمل وهذا سيجعله يستصغر الأفكار التي ركبها في عقله نتيجة الصدمات العاطفية إذ إنه بالعمل سيصبح مشغولا بكبار الأمور ولن يأبه بالصغائر ومنها التأثر العاطفي الذي يجعله يكتئب وينعزل ويحبط.

ويبقى الثراء الإيماني هو الموئل للمؤمنين لأنهم كلما سيطر عليهم حس اكتئابي فرغوا هذا الحس بالعبادات والتقرب من الخالق خاصة انهم ينتمون إلى فكرة تقوم على ان هذه الدنيا كل ما فيها أمور بسيطة وأن الحياة الأخى هي الموطن .

يجب ألا نغفل العامل العاطفي في حياتنا فهو مفتاح الإحساس بالآخر من ناحية وكذلك قد يكون المدمر للشخص نفسيا