كلنا يعرف أن هناك كثيرًا من الإخوة يتعاملون كأصدقاء، بل يعتبرون أشقاءهم أفضل الأصدقاء لهم، وفي سنّ البلوغ تتغير الأحوال الجسدية والنفسية للناس جميعهم ومنهم الأخ الذي شاركته ذكرياتك منذ نعومة أظافرك، فهناك من يستمرون بصداقتهم ويتابعون مسيرة حياتهم بعلاقة قوية مع أشقائهم، ولكن هناك آخرون تراهم كأنهم لم يكونوا اولئك الإخوة الذين لعبوا وناموا معا.
في هذا المقال سنتحدّث عن العلاقة بين الإخوة، وخاصة في مرحلة البلوغ، فكما ذكرنا آنفاً فإننا نعرف من خلال حياتنا أشخاصا يرون أشقاءهم خير رفقاء الحياة، ولكن مع هذا فإن حياتنا لا تخلو من أمثلة لإخوة تحولت صداقتهم الطفولية إلى عداوة في مرحلة البلوغ أو ما بعدها. بل إن بعض الإخوة قد قطعوا علاقاتهم بإخوانهم ، وإليك الآن بعض الأمور التي عليك أن تطلع عليها لجعل علاقتك بإخوانك في أفضل حالاتها.
حاولت إحدى الباحثات الإجابة عن كيفية تجنب الخصام والخلافات مع الأشقاء في مرحلة البلوغ في مقال نشر في موقع: lifehacker.com وإليكم أهم ما جاء فيه:
-
ما هي العلاقة الطبيعية بين الأشقاء في مرحلة البلوغ:
هناك بعض الأبحاث المحدودة التي تشير إلى أن التعايش مع إخوتك وأخواتك كشخص بالغ يأتي ببعض الفوائد الرئيسية. وإليكم ما قالته الدكتورة لوري كرامر ، أستاذة علم النفس التطبيقي في جامعة نورث إيسترن في بوسطن ، لشبكة CNN مؤخرًا :
“يبدو أن الأشخاص يتمتعون بصحة أفضل ، وأكثر سعادة وأكثر تكيفًا – كل هذه الأشياء مرتبطة بإقامة علاقات إيجابية مع الأشقاء ، ويأتي الكثير من ذلك من الفكرة القائلة بأنه يمكنك الحصول على الدعم والمساعدة والمصادقة من وجود شخص قريب لك الذي يشاركك التاريخ ويفهم العالم بطريقة مماثلة لك.
فتكوين علاقات إيجابية مع الأشقاء أو وجود علاقة رائعة بين الإخوة يساعد الناس على التعامل بشكل أفضل مع كل الأشياء التي ترميها الحياة عليك.
-
كيف تقوي علاقتك بأخيك:
إيجاد ذكريات جديدة معه:
بالنسبة للأشقاء الذين ليس لديهم أقوى العلاقات ، فإن الكثير (أو معظم) ما يجمعهم هو طفولتهم ، مما يجعل من السهل سرد نفس القصص مرارًا وتكرارًا. بدلاً من القيام بذلك ، توصي Kramer بصنع ذكريات جديدة مع أخيك – وفقًا لشروطك الخاصة – وبشكل مثالي ، القيام بشيء معًا خارج التجمعات العائلية الكبيرة.
تعامل معه وفق سنه الحالي لا وفق طفولته المستقرة في ذهنك:
بالتأكيد ، قد يكون لأخيك نفس الجانب المؤذي الذي فعله في المدرسة الابتدائية ، لكنه بالغ الآن ، تؤكد االباحثة كرامر أنه لا ينبغي لنا أن نفترض افتراضات بشأن أشقائنا البالغين بناءً على ما استقر في أذهاننا عن سلوكهم عندما كانوا أطفالا فعليك ألا تبقي في ذهنك أنه مازال ذلك الطفل الذي تعتقده. في مرحلة البلوغ عليك أن تراعي هذا الامر كثير ؛لأنها مرحلة حساسة في حياة الإنسان عامة.
لا تقارن نفسكَ بأخيك:
من السهل جدًا مقارنة أنفسنا بإخوتنا – النظر إلى حياتهم وفق مقياسنا نحن ، ثم الانغماس في المشاعر الناتجة عن هذه المقارنة. لكن كرامر تقول إن هذه فكرة سيئة ، وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن كل شخص يتخذ خيارات مختلفة ، ومجرد أنك شاركت غرفة نوم الطفولة مع أخيك لا يعني أنه يتعين عليك مشاركة نفس المسار في الحياة. فكلّ واحد طموحاته وأهدافه التي تتكون وفق الخبرات التي يكتسبها كلٌّ منكما.
وفي النهاية وإضافة إلى ماذكر من توصيات في كلام الباحثة، فإننا علينا أن نؤكد مسألة مهمة وهي أن الجانب الديني له دور مهم في بقاء العلاقة وقوتها؛ لأن الإنسان الذي يخضع لأمر إلهي فإنه يقدس كل الاوامر الإلهية وعلى رأسها العلاقة بين الإخوة التي أكدها ديننا الإسلامي بل جعل كل المنتمين لدين الإسلام إخوة لهم حقوق لا بد من مراعاتها وعلى رأسها التواصل، فما بالك بالإخوة الأشقاء هنا يكون تأكيد العلاقة ألزم.
ولنبذ الخلاف بين الإخوة وخاصة في مرحلة البلوغ علينا أن نركز على موضوع مهم ألا وهو المصارحة وتقبلها من الطرفين؛ إذ إن كثيرا من الخلافات بين الناس ومنها خلافاتالأشقاء ترجع إلى عدم مصارحة الأخ بما يدور في القلب، فيزداد الوهم في عقل الظان بأخيه ظنا سيئا وهذا يزيد الكره والبغض، أما إذا تمت المصارحة بينهما فإنها ستزيل كثيرا مما في قلب بعضهما على بعض وتمحو ما رسب في عقل الأخ على أخيه.
لا تنس ما ذكرته الباحثة أن العلاقة القوية بين الإخوة تجعلك أكثر سعادة وتمتعك بصحة أفضل لشعورك بأنه يوجد أحد بقربك ولست وحدك في مواجهة صعاب الحياة.