كيف أعمل من البيت دون تشتت فكري وانقطاعات متكررة

العمل من البيت مع متعة البقاء فيه والوجود بقرب الأسرة، إلا أن فيه صعوبات تتعلق في كيفية الاستمرار بالعمل دون انقطاع مع كثرة المشتتات التي تحصل في البيت، مثل: أصوات الأولاد واحتياجاتهم المتكررة، ويقع على رأس هذه المشتتات وسائل التواصل الإلكتروني، إذ إن الموظف الذي يعمل خارج البيت يجد أناسا من حوله يحدثم ويستمعون إليه، أما في جو العمل في البيت فإن الشخص الذي يعمل من البيت لا يجد نافذة للتواصل إلا من خلال وسائل التواصل الإلكترونية، وهذا يعني أنه وبمجرد أن يسمع تنبيها بوصول رسالة على إحدى منصات التواصل، فإنه سيترك عمله، ويتجه من فوره إلى الحديث مع المرسل، فيتشتت ويهجر عمله الذي كان يقوم به، ومن المشتتات احتياجات البيت الروتينية، وقلة المحفّزات التي تكون متوفرةً عادةً في أجواء العمل خارج البيت، وهذا يعني أنه من الصعوبة بمكان أن تستمر مركّزا في عملك وسط هذه المشتتات الكثيرة، ولكن ثمة نصائح يقدمها عدد من الخبراء يمكن ان تساعد في الوصول إلى الإنجاز في عمل البيت وإبعاد أكبر عدد من المشتتات التي تؤدي إلى الانقطاعات المتكررة لعملك.

من هذه النصائح:

1- تحديد الأولويات:

ترتيب الأولويات هو قاعدة الناجحين الأولى في الحياة، فلن تجد مشهورا أو ناجحا أو رائدا في ميدان من ميادين الحياة، إلا وستجد أنه كان قادرا ومخلصا في تحديد أولويات حياته؛ ولهذا فإنه لا ينشغل بسفاسف الأمور وتوافهها، بل تراه مركّزا على الأوليات التي ستوصله إلى أهجافه في حياته، فعندما تحدّد أولوياتك لن تدع لمشتتت خارجي أن يصرفك عن الشيء الذي يقع على سلم أولوياتك، فمثلا إذا كنت تريد كتابة مقال يومي، فإن هذا المقال سيصبح شاغلك حتى تنهيه، وسيصبح صديقك في نظراتك، وهمساتك ولفتاتك، ولن يستطيع أحد أن يصرفك عنه، ومثل ذلك بل لنقل إنه أكثر وضوحا في تحديد الأولويات عندما يكون عندك امتحان وهذا الامتحان سيوصلك |إلى هدف تحلم بالوصول إليه، فعندها لن يستطيع كائن من كان أن يصرفك عن التحضير لامتحان إلا في حالات القدر التي تفوق قدرة الإنسان.

لا تنس أن كثيرين نجحوا في أصعب الامتحانات وكانوا قد درسوا واستعدوا لها في بيوتهم.

2- وضع برنامج يومي:

العشوائية مصدر كل فشل، والتنظيم عنوان كلّ نجاح، اجعل هذه العبارة شعارك الذي لا يفارق ذهنك، فعليك أن تعلم وأنت تريد العمل من البيت أنه بدون جدول يضبط إيقاعات عملك اليومية ستبقى مشتتا ولن تتنجز لكثير، فضع برنامجا يوميا، وآخر أسبوعيا، وثالث شهريا، ورابعا سنويًّا، ووضع البرنامج يمكن أن تضع فيه ما يعرف اصطلاحا باسم الخانات الفارغة، هذه الخانات تعينك على سد النقص الذي حصل في تنفيذ مهمة من المهمات التي وضعت في برنامج عملك ولم تستطع تنفيذها.

اكتب برنامجك؛ لأنه أدعى ليستقر في الذهن وأسهل في التنظيم، وسترى بعد الكتابة والعمل على تنفيذ البرنامج أن ذهنك وحده يصبح مستجيبا ومنبها لمواقيت عملك ومدركا لما عليك تنفيذه خلال يومك.

3- تحديد أوقات الراحة والعمل:

بعد أنتضع برنامج لتنفيذ المهمات اليومية، عليك أن تراعي في تنفيذه موضوع المن، بحيث تحدد ساعات العمل، وساعات الراحة، فلا يمكن أن يستمر اليوم بالعمل طوال ساعاته، ولا يمكن أن يكون كذلك راحة وسكون لمن يرغب في الإنجاز، وهذا يعني أن عليك أن تبدأ بتحديد ساعات النوم والاستيقاظ، وأجمل الساعات هي النوم باكرا والاستيقاظ باكرا، ففي ساعات الصباح الأولى يكون الذهن متيقظا قادرا على التركيز، فاجعل ساعات الصباح الأولى مهيأة لتنفيذ العمل، يمكنك  أن تجعل ساعات العمل مجزأ أنصافا مثلا نصف ساعة عمل وربع ساعة راحة ثم نصف ساعة عمل وربع ساعة راحة.

ويمكنك إذا كنت من المنظمين جدا أن تخصص ساعات عمل يومية مثلا من الساعة السابعة حتى الثانية وفق آلية تجزيء ساعات العمل.

4- افصل جميع المنبهات التي تشتتك:

أصعب شيء على الإنسان أن يقضي ساعات من العمل أو لنقل في جو العمل بإنجاز ضئيل، وهذا يحصل، عندما يعمل الإنسان في البيت ولكنه في أثناء عمله يفتح رسائل الواتس أو الفيس أو الإنستغرام أو غيرها؛ وولهذا فإن عليك إذا أردت أن تكون منتجا وأنت تعمل أن تغلق جميع التطبيقات غير الضرورية وتتابع عملك دون الالتفات إلى الملهيات، وتجعل هذه التطبيقات مفتوحة في الوقت المخصّص للراحة وحسب.