لعلك تقول أو لعلك تقولين إن طفلي يعذبني بنطقه للكلام البذيء وتظن أنك الوحيد أو تظنين أنك الوحيدة المبتلاة بهذا السلوك لكن الحقيقة أن كثير من الآباء والأمهات يواجهون مشكلة الكلام البذيء لدى أطفالهم، ويتساءلون عن أفضل الطرق لمنعهم من استخدام هذه الألفاظ. في هذا المقال، سنقدم بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في التعامل مع هذه المشكلة بطريقة فعالة وإيجابية.
وقبل البدء بذكر الطرق التي تعين على علاج هذه المشكلة سنبدأ بتعريف الكلام البذيء
ما هو الكلام البذيء:
تعريف الكلام البذيء هو استخدام ألفاظ أو عبارات تحمل معاني سلبية أو مهينة أو مسيئة للشخص أو الجماعة أو الدين أو الثقافة. الكلام البذيء يمكن أن يكون مقصوداً أو غير مقصود، ولكنه في كلا الحالتين يؤثر على التواصل والعلاقات بين الناس. الكلام البذيء يمكن أن يتسبب في إثارة الغضب أو الحزن أو الإحراج أو الخجل أو الاستفزاز أو التهديد؛ لذلك، يجب على المتحدثين تجنب استخدام الكلام البذيء في المواقف الرسمية أو غير الرسمية، واحترام مشاعر وآراء ومعتقدات الآخرين.
بعد ان تعرفنا على معنى الكلام البذيء وأثره في المجتمع ننتقل لعرض الخطوات التي تعبين على حل هذه المشكلة إذا كانت موجودة عند الطفل:
خطوات علاج الكلام البذيء عند الطفل:
أولاً – معرفة سبب استخدام طفلك للكلام البذيء:
هل هو مجرد تقليد لما يسمعه من الأصدقاء أو الإعلام؟ هل هو طريقة للتعبير عن مشاعره السلبية مثل الغضب أو الحزن أو الإحباط؟ هل هو نتيجة لانعدام الثقة بالنفس أو الشعور بالرفض أو الإهمال؟
ثانياً- تحديد قواعد واضحة ومحددة لما يجوز وما لا يجوز من الكلام في المنزل:
يمكنك شرح لطفلك أن هناك بعض الألفاظ التي تعتبر غير مقبولة وغير محترمة، وأن استخدامها يؤثر سلباً على صورته وعلاقاته مع الآخرين. كما يمكنك تحديد عواقب مناسبة لمخالفة هذه القواعد، مثل حرمانه من بعض المزايا أو المكافآت، أو إجباره على الاعتذار أو تصحيح كلامه.
ثالثاً – يجب أن تكون قدوة حسنة لطفلك في استخدام اللغة.
حاول أن تتحلى بالأدب والأخلاق في كلامك مع زوجك وأطفالك والآخرين، وأن تستخدم كلمات إيجابية وتشجيعية ومحبة. إذا سمع طفلك كلام بذيء من شخص آخر، فلا تستجب بنفس المستوى، بل انتقد هذا السلوك بأسلوب رزين وهادئ.
رابعاً- تشجيع طفلك على استخدام كلام جميل ومناسب:
امدحه عندما يتحدث بأسلوب لائق ومؤدب، وأظهر اهتمامك بما يقوله ويشاركه معك. كما يمكنك تعزيز مفرداته بتقديم كتب أو قصص أو أغاني تحتوي على كلام جذاب ومفيد. كذلك، يمكنك تشجيعه على استخدام كلام بديل عن الألفاظ البذيئة عندما يشعر بالغضب أو الانزعاج، مثل “أشعر بالضيق” أو “أنا غير راضٍ” أو “هذا غير عادل”.
خامساً- تقدير وتفهم مشاعر طفلك وساعدته على التعامل معها بطريقة صحية:
إذا كان طفلك يستخدم الكلام البذيء كوسيلة للتخلص من الضغوط أو التعبير عن الألم أو الخوف، فلا تستهين بهذه المشاعر أو تعاتبه عليها، بل حاول أن تسمعه وتفهمه وتدعمه. كما يمكنك تعليمه بعض الطرق الإيجابية للتغلب على هذه المشاعر، مثل التنفس العميق أو المحادثة الصريحة أو ممارسة الرياضة أو الهوايات.
كانت هذه بعض الخطوات العملية التي تسهم إسهامًا فعّالا في إلغاء وإزالة هذا السلوك من حياة طفلك، ولكن قبل كل شيء عليك ألا تنظر لولدك وكأنه عار عليك أو أن تستصغره وأنت تعالج هذه المشكلة عنده، بل عليك أن تعالجها بروح الأبوة من حنان وحكمة وقدرة على التفنن في إيجاد الأساليب التي تقنعه وتجعله يترك السلوك السيئ عن قناعة لا خوفا ورهبة.
فيديو:
ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو الذي يتحدث عن لغة الطفل