كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة إليك ما يقوله الخبراء

يسعى الإنسان في حياته إلى النجاح في عمله ويكون طموحه الكبير أن يكون العمل سببا ليعيش حياة سعيدة كريمة، ولكن كلنا سمعنا المقولة التي تقول مضى العمر ولم نر الحياة، أو نسينا ونحن نسعى من أجل الحياة أن نعيشها، كل هذه العبارات التي تولّد الإحباط والإحساس بأن هذه الحياة خاليةٌ من لسعادة يرجع السبب الرئيسي فيها إلى ان كثيرين جعلوا حياتهم صباح مساء محصورة في دائر ة العمل، ولم يسمحوا لأنفسهم أن تنطلق إلى الحياة، الأمر حقيقة سهل ممتنع خاصة عند الذي يرى أن العمل الآن فرصة وربما يقل ويتآكل بعد مدة، فهذا لن تراه يجد وقتا للحياة، وكذلك الأشخاص الذين يريدون الحياة ولكن لا يعرفون الطريقة التي يتبعونها لإيجاد التوازن بين الحياة والعمل إلى ل أولئك سنحاول عرض بعض الخطوات التي ربما تساعدهم في تحقيق هذا التوازن.

ما هو التوازن بين العمل والحياة:

هو أن تستطيع تحقيق المقولة الشهيرة إعطاء كل ذي حقٍّ حقه، فهو أن تعطي عملك حقه التام، وكذكل حياتك الشخصية حقها التام، دون أن يطغى أحد الاثنين على الآخر أو لنقل بعبارة أقرب للواقعية دون أن يمحو أحد الأمرين الآخر.

متى يختل التوازن:

في الغالب يحصل هذا الأمر عند الذين تزيد ساعات أعمالهم اليومية، او تزداد مسؤولياتهم في العمل، أو عندما يكون الإنسان مشغولا بمشاكل الأسرة على حساب عمله في مثل هذه الحالات نرى اضطرابا في حياة الإنسان فلا الحياة الشخصية يمكنه أن بعيشها بطمأنينة وسكينة، ولاالحياة العملية تحقق له الراحة والاستقرار، ولهذا ستراه في آخر عمره يقول إن كان مغلبا العمل على حياته الشخصية إن أكثر شيء نادم عليه هو أنني لم أعط أسرتي حقها من الحياة معي.

كيف توازن بين عملك وحياتك:

بداية نشير إلى قول أحد الخبراء في مجال التوظيف الذي يقول: “إن التوازن بين العمل والحياة لا يتعلق بتقسيم الساعات في يومك بالتساوي بين العمل والحياة الشخصية وإنما يتعلق الأمر بالمرونة لإنجاز الأشياء في حياتك المهنية مع الإباقاء على مساحة من الزمن للاستمتاع بحياتك الشخصية. قد تكون هناك بعض الأيام التي تعمل فيها لساعات أطول بحيث يكون لديك وقت لاحق في الأسبوع للاستمتاع بأنشطة أخرى”.

وسنعرض عليكم الآن بعض الخطوات التي تعين على هذا التوازن:

1- المرونة:

أولا عليك أن تقتنع أن التوازن لا يعني التوقف عن العمل أو وضع ساعات صارمة للعمل وللحياة الشخصية، بل إنه يعني أن أكون مرنا في تحقيق هذه الأمور بحيث أعطي عملي ساعات لإنجاز ما علي من مهام، وهذا قد يتطلب ساعات أطول من العمل، ولكنه سيحقق لي استجماما مريحا في حياتي الشخصية بعد إنجازه، فالأمر يتعلق في معرفة كيفية توزيع الوقت المتبقي من العمل للاستمتاع في الحياة الشخصية وألا يبقى العمل مرافقا لي أينما ذهبت وحللت.

2- ابحث عن الوظيفة التي تحبها:

هنا علي أن تفرّق بين النظرة الاجتماعية وحالتك النفسية، فقد يكون عملك مرموقا اجتماعيًّا ولكنك لست سعيدا فيه أبدا، هنا عليك أن تعلم أن العمل الذي لا يحقق السعادة في بيئته، لن يحقق لك السعادة في حياتك الشخصية؛ لهذا فكّر بالعمل الذي يسعدك وإن كان أقل درجة في النظرة الاجتماعية إليه من العمل الذي تركته.

3- الإجازة:

بعض الوظفين يفضلون الحصول على تعويض الإجازة ماليا بدلا من الحصول عليها وذلك في الشكات التي تعوّض ماليا عن الإجازة  والغريب أن مثل هؤلاء الموظفين يكون رابتههم الوظيفي عاليًّا، ومع ذلك تراهم حريصين على التعويض المالي بدلا من الانقطاع عن العمل لأيام معدودة، الذي يريد التوازن وتحقيق السعادة العملية والحياتية عليه أن يحرص على أخذ إجازة سواء أكانت لأيام معدودة أو لأسابيع بعيدا عن العمل وهذا يتحقق من خلال إنجاز المهام في فترة العمل بحيث يقضي إجازته بعيدا عن التفكير بالعمل والمهمات التي لم ينجزها بعد.

الإجازة نوع من انواع التوازن بل تحقق كثيرا من الهدوء النفسي والبعد عن القلق والاضطراب.

4- تخصيص وقت لك ولأحبابك:

كثيرون انشغلوا بالعمل على حساب حياتهم الشخصية فتراهم مر عمرهم دون أن يؤسسوا أسرة أو يكوّنوا عائلة، وكذلك ربما يفقدون أقرب الناس إليهم فيشعرون بحزن شديد لأن عملهم صرفهم عن تخصيص وقت لهم.

كثير من المشاهير قالوا في ختام حياتهم أكثر ما نندم عليه أننا في ثورة وفورة الشباب انغمسنا بالعمل ونسينا الجانب الحياتي الشخصي فلم نكوّن أسرة وكذلك ابتعدنا عن أحبابنا القريبين منا.

تذكر أنه مهما كنت متميزا في العمل فلن يعطيك أحد محبة لشخصك كما يعيطك إياها أحد أفراد أسرتك.

5- لا تصحب زملاءك في العمل إلى حياتك الشخصية:

هناك كثيرون يستمر عملهم حتى وقت شري فنجان قهوة في فترة راحة في مقهى هادئ، وذلك بان يبقا هاتف العمل مفتوحا وهذا يعني أن كثيرين من زملاء العمل ربما سيدخلون في حياتك السعيدة في هذه اللحظة، ومن هنا فإنه إذا كان بإمكانك أن يكون لديك هاتف مخصص للعمل وهاتف مخصص لحياتك الشخصية فهو من ضمن الحلول التي تضمن لك توازنا بين العمل والحياة.

5- اختر الشركة والمدير المقدران للحياة:

أظهرت الأبحاث أن الشركات يمكنها تحسين رفاهية الموظفين من خلال منحهم مزيدًا من التحكم في عملهم، والتخلي عن المهام غير الضروري، وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع.

فعندما كان من مصلحة الصحة والسلامة أن يعمل الأشخاص من المنزل، قامت الشركات بسرعة بإجراء التعديلات اللازمة، مما سمح للموظفين بإنجاز العديد من المهام نفسها خارج الموقع وإعادة التفكير في ضرورة التفاعلات الشخصية. يقول أحد روّاد الأعمال: “تقدم الشركات الذكية قدرًا كبيرًا من الدعم والقدرة على العمل لموظفيها لمعرفة كيفية إنجاز المهمة”.

ومن هنا فإن الشركات الذكية تركّز على الإنتاجية أكثر من تركيزها على إضاعة وقت الموظفين لديها لمجرد إحساسهم بأن مؤسسة ما تمتلك التحكم بهم، وهي التي تقرر موعد بدء عملهم ونهايته.

احتلت إحدى شركات التأمين الصغرى في الولايات المتحدة المرتبة الأولى ضمن الشركات التي تسعى لتحسين رفاهية موظفيها. هذه الشركة الصغيرة منحت موظفيها فرصة تمديد إجازاتهم الأسبوعية في حال استطاع الموظف إنجاز مجموعة من الأعمال الموكلة إليه بنتائج مثمرة.

يقول أحد الخبراء إن على الموظف أن يحسن اختيار مديره؛ لأنه وحسب قوله فإن المدير الذي لا يحترم حياته لن يحترم حياتك.

طبعا هذا الكلام ينطبق على البلدان التي تتيح فرص العمل فيها للموظفين فرصة اختيار المدير وذلك بسبب تعدد فرص العمل.

يشبه أحدهم التعاقد على وظيفة بعقد الزواج؛ لأنه إذا لم تكن واضحا في عقد الزواج بشكل صريح وتام عن احتياجاتك وطبيعتك فإن النتائج ستكون سيئة، وكذلك في العمل إذا لم توضح الضرورات التي لا يمكنك التنال عنها للمدير في العمل فإنك ستحصل نتائج سيئة على صعيد حياتك الشخصية.

فوائد التوازن بين العمل والحياة:

إن تحقيق هذا التوازن لا ينعكس فقط على مسالة الرضا الاجتماعي بل أهم مستفيد من هذا التوازن هو أنت نفسك سواء أكنت مديرا أو موظفا؛ لأن تحقيق هذا التوازن كما يقول  كريس تشانسي ، الخبير  في التوظيف، والرئيس التنفيذي لشركة Amplio Recruiting: “إن التوازن الجيد بين العمل والحياة له العديد من الآثار الإيجابية ، بما في ذلك إجهاد أقل وخطر أقل للإرهاق وشعور أكبر بالرفاهية. هذا لا يفيد الموظفين فحسب ، بل يفيد أرباب العمل أيضًا”.