الغفلة تجتاح الإنسان وربما تسيطر على حياته في مفاصل عديدة، وتؤدي إلى اكتئابه، وحزنه، وهجره للحياة الحقيقية، فما هي الغفلة وأنواعها وكيف نتخلص منها هذا ما سيكون عنوان مقال اليوم
ما معنى الغفلة في اللغة؟
معنى الغفلة:
غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره له، تعني غياب الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره، أي السهو وقلة الانتباه. يُقال “غَفَلَ عن الشيء” بمعنى سهى عنه أو أهمله نتيجة قلة التيقظ. فهي تشمل معاني عدم الانتباه والسهو والإهمال والترك.
وفي كتاب الحكيم الترمذي “الأمثال من الكتاب والسنة” نجد وصفا دقيقا للغفلة التي نقصدها فيحديثنا اليوم، حيث يقول: “إِنَّمَا الْغَفْلَة حجاب أَصله من شهوات النَّفس وَهِي كالدخان فِي الصَّدْر فَهِيَ ظلمات تحجب عَيْني الْفُؤَاد عَن مُعَاينَة الْحق “.
يمكنكم شراء كتبنا من متجرنا أتقن العربية بالضغط على كلمة كتب
الغفلة عن النعمة:
في زحمة الحياة، ننسى أحيانا التوقف والتأمل، ننسى نعمة كل يوم نعيشه، وننسى تلك الأشياء الصغيرة التي تملأ حياتنا بالجمال
نحن نعيش في بحرٍ من النعم. نأخذها كأمر مُسَلَّم به. الهواء الذي نتنفسه، الماء الذي نشربه، الصحة التي نتمتع بها
ولكن لأننا نغرق في تفاصيل العمل، المسؤوليات، والضغوطات. نبحث عن النجاحات الكبيرة وننسى أن النعم تكمن في اللحظات الصغيرة.
حالنا اليوم أننا نُلاحقُ سرابَ الدنيا، ونغفلُ عن كنوزٍ بين أيدينا. نفتحُ أعيننا كلَّ صباحٍ على نِعمٍ تُحيطُ بنا من كلِّ جانب، لكنَّ قلوبنا غافلةٌ عنها، كأنَّها أصبحت حقًا مكتسبًا لا فضلًا من اللهِ مُنعِم.
العائلة، الأصدقاء، الصحة، الطبيعة… كل هذه نعم تمر أمام أعيننا ونغفل عنها. في عجلة الحياة، ننسى أن نتأمل في نعم الله علينا
نحمل أحيانا هموما ثقيلة تجعلنا نغفل عن النعم التي تحيط بنا. لكن ماذا لو توقفنا لحظة واحدة لنقدر تلك النعم؟
ولو نظرنا نظرة شمولية لوجدنا أنه في مكانٍ آخر، هناك من يتمنى قطرة ماء نقية. هناك من ينام على سرير المستشفى يحلم أن يعود له عافيته. وهناك من يُحِدِّق في السماء
الغفلة عن النعمة ليست فقط فقدان تقديرنا للأشياء الجميلة، بل هي فقدان توازننا الداخلي. أن تقدر النعمة هو أن تستعيد توازنك، وتهدأ نفسك، وتملأ قلبك بالامتنان.
كيف نزيل غفلتنا عن النعم التي أكرمنا بها
يكون ذلك بأن نفتح أعيننا على الواقع، وأن نقدر نعم الله علينا، لنعيش حياة أكثر عمقا، وسلاما، وسعادة.
بالامتنان والامتنان هو: اعترافٌ بالجميل والشعور بالشكر والتقدير تجاه من يقدم معروفًا أو إحسانًا. وهوعكس الجحود… هو الطريق إلى السعادة،
وتصل إلى الامتنان والإحساس بالفضل بأن توقفْ لحظةً كلما سيطرت عليك الغفلة وأبعدتك عن الإحساس بالنعم تأمل نفسِك. عينانِ تُبصرُ بهما، وأذنانِ تسمعُ بهما، ولسانٌ تنطقُ به، وجسدٌ صحيحٌ معافى. أليست هذهِ نعمٌ تستحقُّ الشكر.
الخاتمة
فلا تكن أسير الغفلة وانفض عنك غبارها وتخلص من قيودها وانطلق في هذا الكون الفسيح جادًّا ومركّزًا وبعيدًا عن كل ما يشغلك عن كنه الوجود وحقيقته.
وأختم معكم بدعاء نسمعه في كثير من الأماكن وهذا الدعاء، هو:
فيديو:
لمزيد من الفائدة ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو: