كلنا يعرف أن التوتر له آثار خطيرة على الصحة، وأن التوتر عبارة عن ضغط على الأوردة قد يؤدي إلى انفجارها، ولكن الشيء الذي لا يحبه أحد وهو الشيخوخة هل تعلم أن التوتر يسرع من وصولها إليك، ربما تتساء كيف يكون هذا الأثر للتوتر في ظهور علامات الشيخوخة أو سرعة ظهورها عليك، وهذا ما سنحاول أن نجيب عنه في هذا المقال.
1- كيف تحصل الشيخوخة:
هذا السؤال الذي يسعى علماء كثرا لإيجاد الإجابة عنه، رغبة منهم في مكافحة ذه المرحلة العمرية التي لا يتمنى الوصول إليها أي إنسان، ولكن محاولاتهم في الوقوف بوجه الشيخوخة مازالت لا ترى النجاح، رغم التقدم الطبي ومحاولة الوقوف على المسببات لها، فأهم سبب للشيخوخة، هو تآكل الصبغيات داخل خلايا أجسامنا نتيجة عوامل عديدة، مثل: العوامل البيئية: كالأشعة فوق البنفسجية وسوء التغذية والكحول ، بالإضافة إلى العوامل النفسية بما في ذلك الإجهاد ، التي تعرض خلايانا لخطر التلف الشديد.
ولهذا فإن التقدم بالعمر الزمني يغاير العمر الذي تعيشه الخلايا أو ما يعرف (بالعمر البيولوجي)، وعمر الخلايا يقاس بطول التيلوميرات وهي: عبارة عن امتدادات من الحمض النووي والبروتينات في نهايات الكروموسوماتنا. في كل مرة تنقسم فيها الخلي ، تصبح هذه الامتدادات بشكل طبيعي أقصر. بمجرد أن يصل طول التيلومير إلى نقطة قطع معينة، تصبح الخلية في مرحلة الشيخوخة، مما يعني أنها لم تعد قادرة على الانقسام وتموت بعد ذلك.
إذًا كلما قصر طول التيلومير، كان العمر البيولوجي للإنسان أقرب إلى الشيخوخة، وتشير الدراسات الطبية إلى أن الشدائد التي يتعرض لها الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة تؤدي إلى أن تكون اليلوميترات أقصر عندهم من الأطفال الذين عاشوا حياة أكثر استقرارا وراحة، وبعدا عن التوتر.
كيف يؤثر التوتر على الصحة:
في دراسة علمية أجراها عدد من العلماء ونشرها موقع (medicalnewstoday) أشارت الدراسات إلى أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى:
1- إطلاق جسم الإنسان مواد يمكن أن تضر بالصحة عندما تكون بكميات زائدة. وتشمل هذه المواد الهرمونات والناقلات العصبية مثل بافراز، ادرينالين ، و الكورتيزول .
2- قد يؤدي الإطلاق المتكرر لهذه المواد بكميات كبيرة بمرور الوقت إلى تأثيرات فسيولوجية ثانوية ، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي ، وارتفاع مستويات الكوليسترول ، وارتفاع مستويات الهيموجلوبين السكري ، وزيادة نسبة الخصر إلى الورك.
يرى أحد الأطباء أن هذه الشيخوخة المبكرة “مدفوعة بالأثر التراكمي للتعرض المتكرر للضغوط النفسية والاجتماعية والفيزيائية والكيميائية في بيئات [الأشخاص السود] السكنية والمهنية وغيرها ، والتعامل مع هذه الضغوط”.
كلّ ما سبق قد ينعكس أثره على جسدك وتبدأ بالشعور ببعض الأعراض الجسدية نتيجة الضغوط التي تتعرض لها، مثل: ألم الرأس، والاضطرابات في المعدة، وألم الصدر، واضطراب النوم، وارتفاع ضغط الدم.
ومع هذا فإن الباحثين يقولون إن مجرد الضغط لا يعني التعرض لأعراض صحية خطيرة، ولكن كيفية ردة الفعل والتعامل معه هي التي تجعلك معرّضا لها، حتى إن بعض الأطباء يرون أن الضغط بحدّ ذاته لا يعد شيئا سلبيًّا بل على العكس، إن بعض الضغوطات التي نتعرّض لها في الحياة يمكن أن تكون مفيدةً لنا إذا أحسنا التعامل معها؛ لأنها وبحسب ما يقول بعض الباحثين تبيقينا متيقظين، ومتحفزين، وجاهزين لمواجهة الأخطار، لكن الضغوطات الكثيرة هي التي تعرض صحتنا للخطر. ويمكن أن تؤدي لظهور أعراض لأمراض تتفاقم مع استمرار الضغوط والاستسلام لها.
التوتر يدمّر جمالك:
يحرص الناس على دوام نضارة بشرتهم وتمتعهم بمظهر شبابي، وخاصة النساء، حيث إننا نرى اتجاها جنونيًّا نحو عمليات التجميل للمحافظة على جمال الشباب ونضارة البشرة، ولكن يقول الباحثونإن التوتر النفسي يدمر كل شيء يصنعه المرء من أجل الحفاظ على شبابه، ويقولون مهما وضعت على بشرتك، ومهما اتبعت من أنظمة غذائية، فإن كلّ ما تقدّم لا يعتبر شيئا إذا تركت علقلمك وفكرك تحت أسر التوتر الشديد، فإن هذا التوتر سيبدأ بإظهار البثور على الجلد، ويهاجم الشعر، فيؤدي إلى تساقطه، ثم تظهر التجاعيد مبكّرا وهي أكثر علامات الشيخوخة بروزا في الحياة.
ولهذا قال أحد الباحثين: إن ترك نفسك تحت التوتر يشبه إلى حدٍّ كبير أن تترك أنبوبا مطاطيا ناعما تحت الشمس حتى يجف.
كيف يدمر التوتر أجسادنا:
-
أثره على الجلد:
بحسب الخبراء فإن التوتر يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتيزون، الذي يؤدي بدوره إلى اضطرابات في الهرمونات، وكذلك يلعب دورا في اختلال التوازن بين البكتريا الضارة والنافعة التي تحتاج إليها.
-
هالات تحت العين:
يؤدي الوتر عادةً إلى اضطرابات في النوم فتقل ساعات النوم عند المتوترينن وهذا يدفع بالسوائل إلى أسفل الجفن مما يجعل مظهر العينين يبدو متعبا ومنتفخًا.
-
ظهور التجاعيد المبكر:
يؤدي التوتر كما ذكرنا آنفًا إلى زيادة إفراز الكورتيزون، وهو بدوره يلعب دورا سلبيا على الكولاجين نتيجة ضغط الدم المرتفع الذي يدمر الكولاجين. وهذا يصل بك إلى ضياع ليونة الجلد، وظهور التجاعيد حتى ولو كنت في سنّ مبكرة.
إذن إن العامل الأساسي في سرعة الشيخوخة نتيجة التوتر المزمن يرجع كما يقول الأطباء إلى أن التيلومترات في خلايا الإنسان وبجميع أشكالها تتعرض للانخفاض السريع وهذا بدوره يوصل إلى الشيخوخة المبكّرة.
وختاما نقول إن هذه الحياة لا تخلو من توترات متتابعة، وإن الإنسان فيها معرّض دائما لأشياء ترفع من توتره، وخاصة في زمن الحروب والتقلبات الاقتصادية، وعدم الاستقرار والأمان، فهذه الامور تعد أكبر العوامل المؤدية لضغوط خارجة عن إمكانية الإنسان وقدرته على التحكم بها، فمهما تكلمت مع إنسان لا يستيطع إن يجد بيتا أو ان يطعم عياله عن الصحة والشباب فلن يؤدي كلامك إلا إلى صوت مزعج لا يحب سماعهح لأنه يريد حلّا لا تنظيرا فالطب يقول كلمته، ولكن أيضا الواقع إذا كان قاسيا جدا فلا الطب ولا علم النفس يمكن أن ينتشل الإنسان من هجوم الحياة عليه.
ولكن مع هذا يبقى هناك شيء من أمل ربما يساعد المحروم والمضغوط على تخفيف آلامه، ولو كانت نوافذ أمل ضيقة.
مثل الكلام السابق ينطبق على أولئك الذين يتعرضون لضغوط بسيطة وموجودة عند الجميع مثل الإنسان الذي يتعرض لمشكلات في وظيفته، أو خسارة مالية بسيطة، او طلاق، أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تحصل لأي إنسان فهؤلاء هم الذين يمكنهم التحكم بتوترهم والسيطرة عليه، وإلا فلا يلومون إلا أنفسهم عندما تظهر التجاعيد على وجوههم، ويبدون أكبر من أعمارهم الزمنية بسبب شيخوختهم البيولوجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
hindustantimes.com/fitness/stress-can-ruin-your-beauty-in-the-most-shocking-way-here-s-how-to-fight-back/story-aqTF4E7L2dkRbv9st8pkyI.html.
medicalnewstoday.com/articles/more-evidence-that-stress-accelerates-biological-aging