لماذا تختفي سيارات المانيوال (ناقل الحركة اليديوي)

سيارات الناقل اليدوي أو ما يعرف بالمانيوال تشهد انخفاضا في الطلب وهذا لا يقتصر على بلد دون سواه حيث يتجه المشترون في سوق السيارات عامة إلى شراء السيارة التي تعمل بمحرك أتوماتيك، فما السبب وراء هذا الانخفاض؛ ولماذ يفضل عشاق السيارات اليوم الناقل الأوتوماتيكي، مع أننا كنا نسمع قبل مدة وعند بدء اتساع انتشار الناقل الأوتوماتيكي أنها سيارات تصلح للسيدات أو لغير هواة القيادة، ولكننا اليوم صرنا نشهد كبريات الشركات التي كان ناقلها اليدوي من علاماتها تنتقل إلى الاتساع في تصنيع السيارات العاملة بالأوتوماتيك على الناقل اليديوي ننقل إليكم  في هذا المقال الجواب من خبراء السيارات.

في عام 2021 ، احتل  الناقل اليدوي 1 بالمئة ضمن قائمة السيارات الجديدة المباعة في الولايات المتحدة حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وفي نفس الوقت الذي تضاءلت فيه مبيعات ناقل الحركة اليدوي ، أصبح السوق مشبعًا بسيارات الدفع الرباعي والكروس أوفر وشاحنات البيك أب الفاخرة.

ومع أن هذا الرقم أو النسبة المئوية ليست نفسها في أوربا وآسيا إلا أن نسبة السيارات التي تعمل بناقل حركة يديو تتناقص كل عام.

لماذا هذا الانخفاض في سيارات المانيوال؟

فلماذا هذا؟ أولاً ، نظرة على الولايات المتحدة يبدو الأمر وكأنه سمة أمريكية بطبيعتها لجعل كل شيء كبيرًا ومريحًا قدر الإمكان. فعندما تنظر إلى سيارات ما قبل الحرب في جميع أنحاء العالم ، فإن الغالبية العظمى منها كانت تعمل يدويًا في علب التروس. بعد ذلك ، مع التأرجح في الخمسينيات بعد الحرب العالمية الثانية ، أصبح ناقل الحركة الأوتوماتيكي إضافة مميزة للعديد من السيارات الأمريكية. في نفس الوقت تقريبًا ، تضخمت أشكال السيارات الأمريكية حيث ظهرت بأحجام أكبر بكثير من نظيراتها اليابانية والأوربية.

اتجه السوق عالميًّا  أثناء أزمة النفط إلى  السيارات اليدوية الصغيرة؛ لأنها كانت أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأرخص في الإنتاج. كانت السيارات الرخيصة أمرًا ضروريًا في القارات التي دمرت أراضيها ومصانعها بسبب الحرب.

وكان الأمر على العكس من ذلك في الولايات المتحدة الغنية بالنفط ، والمحمية من التداعيات الاقتصادية للصراع؛ لذا لم يكن الاقتصاد في الوقود ذا شأن. فالأميركيون ، في ذلك الوقت واليوم ، يستغرقون وقتًا أطول في التنقل بالسيارة ، بينما من المرجح أن يقوم الأوروبيون برحلات برية أقصر ويعتمدون أكثر على النقل العام. إنه سبب كبير آخر جعل الأمريكيين يتعاملون بسرعة مع نظام التشغيل الآلي.

كان أحد القطاعات التي تمكنت فيها ناقل الحركة اليدوي من الحفاظ على موطئ قدم هو سوق السيارات الرياضية، فالعديد من هذه السيارات أتت من شركات  مثل بورش وفيراري وداتسون فهي من الواردات الأجنبية. لم يكن لديهم عادة أي خيار تلقائي على الإطلاق. إذا فعلوا ذلك ، فقد قدموا أداءً ضعيفًا وشعورًا بالقيادة. عززت مثل هذه السيارات في العقول الأمريكية فكرة أن تغيير السرعات الخاصة بك كان بمثابة طقوس مرور لعشاق السيارات الحقيقيين ، على الرغم من أن كل طفل يشعر بالملل في النصف الشرقي من الكرة الأرضية تعلم القيام بذلك من أجل الحصول على رخصته.

السيارات الرياضية تتخلص من المانيوال:

في العصر الحديث ، حتى السيارات الرياضية بدأ بالتخلص من خيارات الدواسات الثلاث. يمكن لعلب التروس المؤتمتة الحديثة ، سواء كانت محول عزم الدوران أو القابض المزدوج ، الآن مطابقة أو تجاوز الأداء الذي توفره عمليات تبديل العصا القديمة.

في جميع أنحاء العالم ، لا يوجد لدى فيراري ناقل حركة يدوي، وقد تخلصت كورفيت للتو من خيارها اليدوي . قبل بضع سنوات ، خرجت تويوتا بإنتاج السيارة الرياضية التي طال انتظارها ، سوبرا مزودة أيضا بالقيادة الأوتماتيكية.

شركة فورد كانت قد أصدرت نسخا يدوية مثل Focus RS و Fiesta ST و Mustang GT350. ولكن حتى هذه النسخ قد تم إلغاؤها جميعًا في السنوات القليلة الماضية .

هناك إشارات إلى أن السيارات الأوتوماتيكية تتولى زمام الأمور حتى في أوروبا. على سبيل المثال ، أفادت شركة Ford Motor Company أن  سيارة الأوتوماتيك مثّلت 10 بالمئة فقط من السيارات التي باعتها في أوروبا في عام 2017.  أما في عام 2020 ، فقد أصبحت النسبة 31 بالمئة. وقد أرجعت الشركة سبب النمو إلى بعض الميزات الجديدة مثل المساعدة في وقوف السيارة التي لا تتوافق مع ناقل الحركة اليدوي.

شركات سيارات مازالت متمسكة بطرازها اليدوي:

لا يزال عدد قليل من صانعي السيارات يقدمون سيارات يدوية جديدة ، مثل بورش وهوندا. “متعة القيادة هي السمة الرئيسية لجميع موديلات هوندا. بالنسبة لبعض السائقين ، يعد وجود ناقل حركة يدوي أمرًا بالغ الأهمية. ويسعدني أن أؤكد أنه ليس فقط أحدث إصدارات Si و Type R المتوفرة بها ناقل حركة يدوي ، ولكننا لقد أعلنوا أيضًا أن سيارة 2022 سيفيك هاتشباك القادمة سيكون بها ناقل حركة يدوي متاح “، كما يقول كريس نوتون ، هوندا وأكورا للعلاقات العامة (شرق الولايات المتحدة). ويضيف أنه لا يستطيع التحدث عن مواصفات أي نوع R قادم ، لكن جميع الأجيال السابقة من تلك السيارة كانت تعمل بنظام النقل فقط.

وهذا الأمر نراه مستمرا عند بورش التي تعمل على الاستمرار في إنتاج ناقل الحركة اليدوي. يقول فرانك وايزمان ، مدير اتصالات المنتجات في شركة Porsche Cars North America، Inc.: “عند الاختيار ، يختار أكثر من 20 بالمئة من مشتري السيارات الرياضية لدينا (طرازات 718 و 911) في الولايات المتحدة ناقل الحركة اليدوي”. قال ، لقد رأينا أنه يرتفع إلى ما يقرب من 70 في المئة عن الجيل السابق 911 جي تي 3 (سنة طراز 2018/2019) في الولايات المتحدة ، وهو حاليًا حوالي 50 في المئة في طرازات 718 كايمان جي تي 4/718 سبايدر. نحن نخطط لتقديم النقل اليدوي لعملائنا طالما تسمح اللوائح ونرى الطلب مستمرا عليها”

مع انخفاض الخيارات اليدويةم ن السيارات الجديدة ارتفع سعر السيارات المستعملة منها بشكل ملحوظ في الىونة الأخيرة وذلك لقلة إنتاج السيارات اليديوية الجديدة.

إن اتجاه الناس نحو السيارات الأوتوماتيكية يرجع طبعا إلى سهولة قيادتها وإلى أمر آخر ذكره المقال الذي نقلناه لكم وهو أن كثيرا من شركات السيارات التي تنتج ناقل الحركة الأتوموتيكي قد جهزت ناقل الحركة الأتوماتيكي بميزات نقل التروس بشكل سلس يساعد على توفير الوقود وربما في كثير من الطرز الحديثة أصبح ناقل الحركة الأتوماتيكي يتفوق على اليدوي في مسألة التوفير للوقود.

لكن مع هذا مازال كثير من عشاق القيادة وخاصة من الأجيال الذين اعتادوا على الناقل العادي يفضلونه لمتعة السياقة التي يرونها متحققة أكثر مع الدبرياج ونقل الحركة اليدوي، حيث يقولون تشعر أنك أنت الذي تقود السيارة كالفارس الذي يوجه الخيل، أما الأتوماتيك فتشعر أنك راكب بسيارة تحدد طريقة قيادتك.

في النهاية نقول لكم أي نوع من السيارات تفضلون المزودة بناقل حركة يديوي أم التي يكون ناقل الحركة فيها أتوماتيكيًّا. ولماذا تفضلون احدهما على الآخر، وهل ترون أن ناقل الحركة اليدوي سيصبح من التراث الذي مضى أم سيبقى على قيد الحياة.