لماذا لا أحب لقب الشيخ د. محمد خالد الفجر

لماذا لست مع كلمة الشيخ في أيامنا؛ لأنها لم تعد تدل على المفهوم الذي انتقلت إليه في مرحلة من المراحل حيث كانت تعني المتقن لمجال من المجالات وعلى رأسها المتقن لعلم أو لعلوم الشريعة وحتى المتقن لمهارة مهنة من المهن كان يطلق عليه شيخ الكار أي هو الرأس في هذه المهنة فكانت المكانة تأتي من مهارته وإتقانه لمجاله.
أما اليوم فصارت تعني سلطة اجتماعية يميل إليها كثيرون ليتصدروا في المجالس وإن كانت بضاعتهم مزجاة في العلوم الشرعية؛ ودليلي على أنها تعني سلطة وسيطرة اجتماعية أننا صرنا نجد أن كثيرين يقال في التعريف عنهم الشيخ الدكتور مع أن الدكتور بتطور الكلمات وتغير الدلالات تعني المعنى الذي كانت تدل عليه كلمة الشيخ فالدكتور في مجال ما هو شيخ فيه بمفهوم الكلمة السابق أي أنه وصل إلى مستوى يحق له أن يصبح متحدثا في هذا الميدان هذا طبعا معنى الدكتوراه الحقيقي ولا يهمنا تفريغ هذه الكلمة من مضمونها مع الذين اشتروها شراء أو أخذوها بالغش والخداع.
فعندما يقال الشيخ الدكتور فإن في ذهن المتحدث أن الدكتوراه صفة أكاديمية فلا تعطي السلطة الاجتماعية للمتحدَّث عنه ولذلك يضيف المعرف كلمة الشيخ أي انتبهوا واحذروا وكونوا على بينة أن هذا الدكتور ليس أكاديميا وحسب بل هو شيخ يجب أن توقروه وتقدروه وتعطوه شيئا يضاف إلى مكانته الأكاديمية.
هذه الدلالات البعيدة لكلمة الشيخ رأينا أثرها في أن كثيرين من الشباب اتبعوا من لقبوا بشيوخ أودوا بهم إلى المهالك؛ لأن الشيخ لقب اجتماعي ولا يخضع حامله لتدقيقي وتمحيص من لجان تراقب سلوكه وتفكيره، بل في كثير من المجتمعات يسلم له لأنه شيخ وترى الناس يقولون يا أخي قال الشيخ وقلنا الشيخ ومتل ما قال الشيخ وكثيرا ما نرى أناسا يتبعون شيوخا يروون أحاديث موضوعة وقصصا واهية، ولكن الناس يتيعونهم دون تمحيص وذلك لأن لقب الشيخ يعطي لكلامهم صدقا في لاوعي الكثيرين.
المشكلة أنك لو تكلمت عن هذا الأمر مع كثيرين يظنون أنك تهاجم الدين واستطاع كثير من الشيوخ ضخّ عبارات جعلتهم جزءا من الدين مثل: من لا شيخ له فشيخه الشيطان، المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله.
ثم جاءت الطامة أن بعضا ممن لا يعرفون فقه الدين أي فهم الدين ومقاصد الشرع وحفظوا بعض الأحاديث تراهم صاروا مفتين ومحدثين وتغيرت ملاحهم ولم يكتفوا بذلك بل صاروا يخرجون الناس من دينهم وفق رؤاهم القاصرة.
المصطلح أخطر شيء فيه أنه يجعلك مؤمنا بما يدل عليه في لاوعيك وذلك إذا لم تعرف أبعاده وخطورته.