ما هي المهارات المطلوبة لسوق العمل المستقبلي

في عالم سريع التغير، وسط الانتقال إلى الألفية الثالثة التي شهدت نقلة في جميع ميادين الحياة، أدّت إلى زيادة الطلب على مهارات جديدة حتى يستطيع الإنسان مواكبة العصر صاحب السمة التكنولوجية التي غزت كل المجتمعات المتقدمة والناشئة والنامية، فأنت مثلا قد تعمل بعد عشر سنوات في عمل لم يكن موجودا اليوم فمن كان يتوقع سرعة ظهور السيارة الكهربائية بهذا الشكل، ومن كان يتوقع أن تصبح مسألة السيارة الطائرة ليست مجرد برامج أطفال، وإنما تجارب تجري عليها الآن على قدم وساق لإدخالها إلى السوق قريبا، وقس على ذلك الكاميرات الطائرة، وثورة التواصل البشري عبر وسائل الاتصال الحديثة.

وسط هذا الواقع يتساءل الإنسان عن المهارات التي عليه أن يكون متسلحا بها لمستقبل الأعمال في هذا الكوكب، وهذا ما سنعرضه عليكم في هذا المقال.

المهارات الأساسية للحصول على عمل:

نشر مركز ماكينزي في يونيو 2021 دراسة حددت المهارات الأساسية التي ستطلبها سوق العمل المستقبلي، وذلك وفق الآتي:

1- أن يكون الإنسان ممتلكا لإمكانيات عقلية وفكرية، تحتاج الآلة، أو الريبوت إليها، وهنا نتذكر قول إحدى الشركات المصنعة للريبوت بأن زمن الريبوت سيصبح دور الإنسان فيه  مكرّسا لتوجيه الآلة وللأفكار والتحليلات التي تعجز عنها الريبوتات.

2- مهارة القدرة على العلم في بيئة رقمية، أي أن يكون الإنسان ممتعا بثقافة الرقمنة ومؤهلا في ميدان من ميادينها.

3- القدرة على التكيف مع المهن وطرق العمل الجديدة.

إن المتطلبات الثلاث السابقة نجد توسيعا لها في دراسة لإحدى الجامعات التي رأت أنه لا يمكن أن نضع دائرة تحدد مئة بالمئة المهارات التي يتطلبها سوق العمل المستقبلي، ولكن ومن خلال الواقع الرقمي الذي نحياه فإن الدراسة توصّلت إلى أنّ المهارات الأساسية، يمكن ان نلخصها في خمس مهارات، وفق الآتي:

1- المرونة المعرفية:

يقصد بالمرونة المعرفية القدرة على التكيف مع مستجدات العصر من معارف وعلوم، ربما لا تجد مرونة وقابلية عند بعض الناس، وهذا رأيناه مع بداية ظهور الحاسوب، وكيفية تعامل وتقبل الجيل السابق له، فوقتها لم تكن لدى جميع الناس مرونة معرفية لتقبل آلية العمل عليه، بل إن بعض الناس لم يكن يثق في قدرته على إدارة حسابات أعمالهم في مؤسساتهم وشركاته، ومثل ذلك ما نراه اليوم من نقلة نوعية في طبيعة الأعمال المطلوبة اليوم، فهي تتطلب مرونة عقلية وقدرة على التكيف معها.

2- محو الأمية الرقمية:

لم تعد أمية اليوم مرتبطة بعدم القدرة على القراءة والكتابة وحسب، بل هي تعدَت ذلك إلى ما بات يعرف بالأمية الرقمية، التي حصلت بعد الانفجار المعرفي في مجال التواصل الرقمي، ومن هنا فإن أصحاب الشهادات في مجال الذكاء الاصطناعي والمعالجة الآلية للغات فهؤلاء على سبيل المثال سيكون لهم مستقبل عمل واعد في سوق العمل المستقبلي؛ وذلك لأن مجموعة العمل المستقبلية تتطلب مهارة في التعامل مع البيانات وتحليلها من خلال الآلة وإتقات العمل على التقنيات التي تستطيع تنفيذ هذه المهام.

3- القدرة على الحكم واتخاذ القرار:

هذه المهارة ترتبط بالرقم الأول الذي ذكرناه آنفا وهو أن يكون الإنسان ممتعا بالقدرة على إيجاد أفكار توجه الآلة، وكما تقول الدراسات فإن الريبوت قد يتفوق على الإنسان في سرعة تنفيذ الأعمال التي تطلب منه، مثل الحسابات والحلول الشخصية، إلا أنها لن تستطيع التفوق على البشر في جانب التحليلات الشخصية العقلبة للأرقام والبيانات وما يبنى عليها من قرارات.

4- الذكاء العاطفي والاجتماعي:

هذه المهارة لا يمكن أن تلغيها الآلة؛ لأن الإنسان هو خير من يتقنها ولا يستطيع أحد أن يتميز عليه فيها، ولهذا فإن كثيرا من الأعمال التي تتطلب احتكاكات بشرية، لا بد أن تكون مسألة الذكاء العاطفي والاجتماعي حاضرةً وبقوة فيها، مثل الأعمال المتعلقة بالطب والرعاية الصحية، والتعليم، والتسويق، وغيرها من الأعمال التي تعتمد في نجاحها على الإقناع والاهتمام والثقة.

5- العقلية الإبداعية المبتَكِرة:

اختصرت هذه المهارة بمقولة: إذا كنت تفكر خارج الصندوق فأنت ممتعٌ بها؛ لأن الريبوت مهما استطاع أن يفعل فإنه موجه ومبرمج، إلا أن الإبداع عمل لا يمكن تشكيله بالآلة مهما تطورت وأنجزت، وهذا يشبهه الباحثون بمهارة الذكاء الاجتماعي؛ فكثير من الأعمال الإبداعية البشرية لن يستيطع الريبوت ومعظم الأجهزة إلغاء دورها في الحياة؛ ولهذا فإن الممتع بعقلية إبداعية قادرة على الابتكار تعد مهارته من المهارات المطلوبة في سوق العمل المستقبلي.