ليست هيلاري كلينتون هي السيدة الأولى التي تقدمت بأوراقها مرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، بل إن تاريخ أول ترشح لامرأة يرجع إلى عام 1872، وذلكقبل خمسين عاما من السماح للمرأة بالتصويت في الانتخابات هذه السيدة لم تكن كبيرة في العمر بل كان عمرها 31 سنة وقت ترشحها وهذا السن أصغر بأربع سنوات من السن القانوني للرئيس المرشح لرئاسة الولايات المتحدة؛ ولذلك وحسب الموسوعة البريطانية فإن فيكتوريا وودهول كانت حتى بالنسبة للمدافعين عن حق المرأة بالوصول إلى منصب رئيس الجمهورية بمثابة امرأة مجنونة تحاول فعل شيء خارج المعقول، فمن هي فيكتوريا هذا ما سنعرفكم عليه في هذا المقال.
من هي فيكتوريا وودهول؟
هي من مواليد سنة 1838، في بلدة هوميروس الحدودية الريفية بولاية أوهايو تنتمي لأسرة يصل عدد أفرادها إلى عشر، وهي السابعة في ترتيب أفراد أسرتها.
نشأت في أسرة فقيرة دفع الفقر أباها إلى حرق طاحونته احتيالا على شركات التأمين كي يحصل التعويض المالي، ومن ثم اكتشف أن إحراقه لطاحونته كان متعمّدًا، فوصف أبوها بالمحتال.
تركت المدرسة في سنٍّ مبكّرة، وكانت تؤمن منذ صغرها أن محمية من قبل الأرواح العلوية وأنها كانت تعتقد أنها كانت تزور الجنة بوساطة هذه الأرواح الطوباوية. وعملت مع أسرتها ببيع الأدوية الحاصة على براءات اختراع، وذلك احتيالا من أبيها الذي كان يدعي أنه طبيب
زواجها وحياتها العائلية مع زوجها:
بعد أن هربت فيكتوريا من وحشية والدها وذلك سنة 1853، وكانت وقتها في سنّ الخامسة عشرة تزوجت بكانينغ وودهول، وبعد فترة وجيزة اكتشفت أن زوجها مدمن وزير نساء، وبعد معاناة من العمل الشاق وإدمان الزوج وصل الأمر إلى هجر الزوج لبيته، ولم يكن يطل على بيته وطفليه إلا عند حاجته إلى المال، وبعد 11 سنة من المعاناة حصلت على الطلاق سنة 1864، وكان عمرها وقتها 26 سنة.
وأدت تجربة حياتها الزوجية إلى دعوتها إلى الحب الحر، وتقوم فكرتها على أن الزواج يصبح عبارة عن علاقة يقرر فيها الشخصان بحرية الاستمرار أو تغيير العلاقة والانتقال إلى شخص آخر.
وهذا كان نتيجة لنظرة المجتمع الدونية لمن تطلق من زوجها في ذلك الزمن حيث كان يعد الطلاق عار للمرأة.
وأدت هذه الدعوة إلى فتح باب السياسة لها والانتقال إلى مجتمع جديد التقى فيه مجموعة من أعضاء الكونغرس والراديكاليين اللامعين مع هذه الفكرة، ومن هنا دخلت عالم الحركة النسائية وانتمت للمجموعات المنادية بحق المرأة للتصويت.
تطور حياتها التجارية:
أتيحت لها ولأختها في مدينة نيويورك فرصة أن تكونا مستشارتين روحيتين لقطب السكك الحديدية وذلك بعد وفاة زوجته وهو في سن ال 76 فعانى من حزن شديد وادعت الفتاتان أنهما قادرتان على وصله مع روح زوجته وحصلوا بهذه الوسيلة الكثير من الأموال.
وتطور الأمر إلى بدئ الشقيقتين بتأسيس أول شركة وساطة مالية وذلك بعد دخولهما في سوق الأسهم الأمريكية وذلك سنة 1870.
ورأت في انتقالها إلى جمع المال وحصولها على الكفاية المالية تخلصا من سلطة الرجل وتحكمه بها، وحماية له من دكتاتورية الرجال.
نشاطها الاجتماعي وحياتها السياسية:
دفعت القدرة المالية لها إلى أن تؤسس أول مجلة أسبوعية تقوم بتأسيسها وإدارتها امرأة في الولايات المتحدة وتحولت هذه الصحيفة إلى منتدى سياسي واجتماعي للدفاع عن حقوق المرأة.
بدأت الصحيفة بالظهور في 14 مايو 1870، وعرضت الصحيفة لفكرة قدرة المرأة على أن تكون أما لطفلين وأن تعمل مثل الرجال في الساحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مثل فيكتوريا وودهول.
وبدأت فيكتوريا بإلقاء محاضرات للدفاع عن حق المرأة بالتصويت، وخاطبت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي واستقطبت دعواتها ومحاضراتها وكتاباتها الآلاف من الأشخاص المؤمنين بالمساواة الدستورية بين الجنسين.
وفي سنة 1871 كانت الخطوة الجريئة والكبيرة التي ستدخلها التاريخ حيث أعلنت عن ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية تم ترشيحها للمنصب من خلال حزب المساواة في الحقوق الذي شُكّل في 10 مايو / أيار من سنة 1872، وتم التصديق على ترشحها رسميا لمنصب رئيس الولايات المتحدة في 6 يونيو / حزيران 1872.
ولكن مع أنها تاريخيا تعد أول امرأة رشحت نفسها لمنصب رئيس الجمهورية في الولايات لمتحدة إلا أن يمة مؤرخين يرفضون وضعها في هذا المكان؛ وذلك لأن سنها وقت ترشحها كان مخالفا للسن القانوني المطلوب للترشح وهو 35 سنة أما هي فكان عمرها وقت ترشحها أصغر من هذا السن بسنوات.
وكذلك يستدلون بأنها لم تحصل على أي تصويت شعبي لكن المعارضين لهذه الآراء يقولون إن اختمام الصحف بترشحها وتقدمها رسميا لهذا المنصب يجعلها صاحبة هذا اللقب، وكذلك يرون أن الأصوات الشعبية التي أعطيت لها لم تٌحتسب.
وبعد فسلها في هذه المغامرة غادرت الولايات المتحدة سنة 1877 إلى إنكلترا وظهرت في محاضرة علنية في 4 ديسمبر/ كانون الأول سنة 1877 وكان من ضمن الحضور لهذه المحاضرة الثري جون بيدولف مارتن الذي تزوجها سنة 1883.
توفيت فيكتوريا سنة 1927 وكانت قد بلغت 88 سنة في قرية بريدون نورتون في إنجلترا.