كلنا يعرف أهمية التمارين الرياضية للمحافظة على الصحة النفسية والبدنية، ولكن تزداد أهميتها في محاربة الشيخوخة، حيث إن للتمارين الرياضية دورًا مهمًّا ليس فقط في الحفاظ على قوة القلب والرئتين، بل إن لها دورا في المحافظة على قوة الذهن واتّقاده، وكذلك على الحالة المزاجية، وهذه الأمور إذا تمكّن الإنسان من المحافظة عليها فإنه سيضمن شيخوخة محافظة على الكثير من الحيوية.
وقد نشر موقع مجلة التايم (time.com) مقالا عن دور النشاط البدني في محارية الشيخوخة، وذكر أربعة آثار تجنيها من النشاط البدني لمحاربة الشيخوخة، وهذا ما سنعرضه لكم في هذا المقال:
طبعا الإنسان إذا بدأ مبكّرا في التمارين الرياضية يكون أفضل لجسمه ولنفسه، ولكن التمارين الرياضية مفيدة في كلّ مرحلة عمرية.
فأمراض مثل الزهايمر، وأمراض الاوعية القلبية، ومرض السكر من الدرجة الثانية، والسرطان، كل هذه الأمراض تزداد احتمالات حدوثها بعد منتصف العمر، وتصبح مخاطر وجودها أكثر في مرحلة الشيخوخة، وهذا كله وفق ما يقول العلماء مرتبط بطريقة العيش التي تختارها، حيث إنك أنت الذي تملك القرار في طريقة المحافظة على جسدك.
الخبر الجيد أن النشاط البدني لا يرتبط فقط بالتمارين الرياضية الصعبة أو بالذهاب للصالة الرياضية ( الجيم)؛ إذ إن الباحثين يقولون: إنّ أيّ نشاط بدني تمارسه بانتظام يُعَدّ مفيدًا لجسدك، مثل: صعود السُّلّم بدلا من المصعد الكهربائي ( الأصانصير) أو المشي اليومي في الحديقة، أو المشي إلى مسافة بعيدة قليلا توقف فيها السيارة ، كل هذه النشاطات البدنية البسيطة تعد مفيدة لجسدك إذا مارستها بانتظام. وإليك الآن أربع فوائد تجنيها من النشاط البدني وتعد ركائز في محاربة الشيخوخة:
1- المحافظة على قوة الكتلة العضلية في الجسم:
مع تقدم العمر يفقد الإنسان قوة كتلته العضلية يقول الباحثون الطبيون إن ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى تأخير تآكل القوة العضلية في البدن، وتعد تمارين المقاومة من أفضل الطرق لتأخير هذا التآكل.
بل إن هذه التمارين وفق ما ذكره الباحثون لا تحافظ فقط على الكتلة العضلية في الجسم، بل إنها تسهم أيضا في جعل النشاطات اليومية، مثل: طهي الطعام، والتنظيف، وصعود السلالم أقلّ صعوبةً، كما أنها تقلّل من انتقال الأمراض إلى الجسم، وتحسّن الدماغ والمزاج. وقد وجد الباحثون في جامعة ألاباما (Alabama) أنّ هذه التمارين مفيدة أيضا لكبار السن.
2- تحسين كثافة العِظام:
للحفاظ على قوة العظام ، يقوم الجسم بتكسير العظام القديمة واستبدالها بأنسجة عظمية جديدة – ولكن في سن الثلاثين تقريبًا تتوقف كتلة العظام عن التزايد.و في الأربعينيات والخمسينيات من العمر ، تبدأ ببطء في فقدان عظام أكثر مما تصنع. فيمكن أن تساعد التمارين في زيادة كثافة العظام عندما تكون أصغر سنًا ودرء هشاشة العظام عندما تصبح في مرحلة الشيخوخة.
3- يمكن أن تزيد التمارين من طول التيلوميرات:
التيلوميرات هي أغطية على أطراف خيوط الحمض النووي ، تشبه أغطية أربطة الحذاء.
يتناقص طولها مع تقدم العمر ، وهذا يساهم في شيخوخة الخلايا ، مما يعني أن الخلايا لم تعد قادرة على الانقسام. يرتبط طول التيلومير ببعض الحالات المزمنة، ، وهذا يساهم في شيخوخة الخلايا ، مما يعني أن الخلايا لم تعد قادرة على الانقسام.
يرتبط طول التيلومير ببعض الحالات المزمنة ، وخاصة ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب.
وجدت العديد من الدراسات أن المستويات الأعلى من النشاط البدني مرتبطة بكون التيلومير أطول لدى بعض الأشخاص ، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتمتعون بالنشاط البدني.
ولهذا يُعتقد أن التيلوميرات الأطول هي ميزة إضافية لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
4- يمكن أن تحسن التمارين من الإدراك:
إنّ قدرتك على الانتقال بسرعة بين المهام والتخطيط لنشاط ما وتجاهل المعلومات غير ذات الصلة كلها علامات على الوظيفة المعرفية الجيدة ، وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة.
يُنظر الآن إلى أنّ النشاط البدني أحد أكثر الطرق الواعدة لتحسين الإدراك طوال الحياة وتقليل مخاطر التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر.
وبينما لا يستطيع الباحثون القول على وجه اليقين إن التمرينات (النشاط البدني) يمكن أن تمنع الخرف (الزهايمر) مئة بالمئة، تظهر الدراسات أن المزيد من النشاط البدني يرتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف (الزهايمر).
مع استمرار العلماء في البحث عن تأثيرات التمارين الرياضية ، فإنهم يجدون كثيرا من الفوائد المثيرة ، كما يقول ستيفن أوستاد ، المدير العلمي الأول في الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة والمدير العلمي الأول في الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة ورئيس قسم الأحياء بجامعة ألاباما في برمنغهام
“على سبيل المثال: ينتج عن تمرين العضلات الميوكينات ، وهي جزيئات صغيرة لها جميع أنواع الفوائد في دماغك”.
ويتابع قائلا. “إنها أيضًا طريقة واحدة لتحسين جودة نومك ، ونحن نعلم أن جودة نومك مرتبطة بصحتك”.
ولا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن كيفية تأثير التمارين الرياضية على عملية الشيخوخة ، ولكن ما نعرفه هو أن تحريك جسمك بانتظام – خمس مرات في الأسبوع ، لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا – أفضل من الحركة كثيرًا. التمرين تراكمي أي أنه ليس عليك أن تحقق هذه المدة فيوقت لاحق بل إن مجموع تحركاتك اليومية يمكن أن يوصلك إلى نتيجة ال30 دقيقة يوميا، فهو نشاط بدني تراكمي.
وما يمكننا قوله في نهاية مقال التايم إن على الإنسان أن يبداولا يؤخّر البدء فإنه طالما الوقت متاح فإن البدء ميسّر إذا وجدت الإرادة والهمة العالية، مع تمنياتنا للجميع بصحة ممتازة ونشاط حركي دائم وحيوية وشباب مستمرين.