اللقاح: كيف استطاعت ولاية نيو مكسيكو الفقيرة أن تتفوق على الولايات الغنية في معدلات التطعيم في الولايات المتحدة
تعد ولاية نيو مكسيكو، التي تسجل أعلى معدلات الفقر في الولايات المتحدة ، رائدة في مجال التطعيم بفضل القرارات السياسية الحاسمة والتكنولوجيا المحلية والتعاون.
اللقاح: تلقى 57 بالمئة من سكان ولاية نيو مكسيكو لقاح فيروس كورونا مع انها تسجل أعلى معدلات الفقر في الولايات المتحدة ، إلا أنها تعتبر رائدة في مجال التطعيم بفضل القرارات السياسية الحاسمة والتكنولوجيا المحلية والتعاونمن قبل الأهالي.
فقد تلقى أكثر من 57 بالمئة من سكانها البالغين حتى الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ، وذلك بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
هذا الإنجاز في الولاية التي يقطنها خليط من السكان من أصل إسباني ومن سكان أمريكا الأصليين الذين اعتبروا من أكثر الناس تضررا بجائحة كوفيد19، وذلك مع حالة الفقر التي تعيشها هذه الولاية وقلة الخدمات الصحية مقارنة بالولايات الغنية في أمريكا.
ومن هنا فإنه وبمجرد ظهور اللقاح اتجه المسؤولون إلى سياسة التطعيم السريع للسكان؛ لأنهم وجدوا في اللقاح الحل الناجع مع ضيق ذات الحال وقلة الموارد، وهذا فعلا ما حصل حيث قلّت الإصابات في هذه الولاية فأصبح يسجل في اليوم أقل من مئتي حالة مقارنة مع 2000 حالة في السابق، وكذلك انخفضت أعداد الوفيات.
وساعد على هذا الإنجاز تجاوب الأهالي الذين لم يتظاهروا بشكل كبير ضد سياسات التدابير المتعلقة بمكافحة الوباء مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والإغلاق، بل إن العدد الأكبر من السكان أيد إجراءات الولاية من أجل التقليل من عدد الإصابات، كما أنهم استجابوا بشكل كبير لتلقي اللقاح الذي بدؤوا بأخذه منذ ديسمبر الماضي، وهذا لايعني عدم وجود عدد من الشكايات من الناس وخاصة أصحاب المطاعم والأماكن التي كانت تعتمد في عملها على تجمع الناس فيها.
اللقاح من أجل الوصول إلى مناعة القطيع
وجيشت حاكمة الولاية كل الوسائل من أجل وصول اللقاح إلى معظم السكان مع أن هناك من الأفارقة من يقول إن حصول البيض من سكان الولاية على اللقاح يعد أكثر من حصولهم هم عليه، ومع هذا فإن الولاية تطمح في أن تصل في الوقت القريب إلى ما بات يعرف بمناعة القطيع التي تقول الدراسات إنه يمكن الوصول إليها مع تلقيح ما بين 70-90 بالمئة من السكان.
ما تفعله هذه الولاية يؤكد حقيقة مؤداها أن الناس والحكومة إذا وصلوا إلى قرار متوافق إلى حد كبير في مكافحة الأوبئة والحد من الانتشار منها فإن النتائج ستكون حقيقية وسيلمسها كل من يطبق القانون الذي يتفق والقرارت الصحية التي تحمي الإنسان وتحد من الوقوع في الكوارث. وبكلمة موجزة أقوى شيء في النجاح الجماعي الحس بالمسؤولية من الحاكم والشعب.