ما زال هذا الوباء يكشف لنا عن آثاره التي لن تزول في الزمن القريب ومن الذين ظهر أثرهم عليهم الأطفال الذين يعيشون في هذه الأيام مرحلة مغايرة للحياة الطبيعية التي ألفوها قبل سنتين حيث إنهم منعوا مما كان سابقا من تجمعات يلهون بها ويحتكون مع أقرانهم فيها وينمون مخزونهم الثقافي واللغوي، كان لهذا الحرمان أثر على أهم مهارة تواصلية لهم ألا وهي اللغة فقد عرضت البي بي سي الإنكليزية تقريرا تناول أثر الحظر والإغلاق على كلام الأطفال ومهاراتهم اللغوية.
فقد أظهرت بيانات ل 50000 تلميذ وعمليات مسح للمدارس في جميع أنحاء إنجلترا زيادة عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن الرابعة والخامسة وأن ما بين 20-25% من هؤلاء التلاميذ بدؤوا الدراسة في سبتمبر ، احتاجوا إلى المساعدة في المهارات اللغوية مقارنة بالعام السابق.
ويشير بحث مؤسسة الوقف التعليمي (EEF) إلى أن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء قد حرمت الأطفال الصغار من التواصل الاجتماعي والتجارب الضرورية لزيادة المفردات.
ويذكر بحث المؤسسة المذكورة آنفا أن التباعد الاجتماعي ، وعدم وجود مواعيد للعب ، وارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة ، كلها عوامل جعلتهم أقل تعرضًا للمحادثات والتجارب اليومية.
سبب ضعف الأطفال لغويا
ويشير التقرير إلى أمثلة تطبيقية عن بعض الأطفال الذين أصبحوا يظهرون بطأً في نطق الكلمات وتعلمها ويرجع الباحثون ذلك إلى أن غالبية الاطفال انعزلوا عن التعلم وعن التواصل وهذا أدى إلى قلق عند الأهالي على مقدرة أبنائهم على التعلم إذ إن اللغة هي المحو في عملية التواصل بين المعلم وطلابه وبين المادة العلمية متعلمها.
الخطورة في أن هذا البطء في تعلم اللغة سيكون له أثر مخيف في مرحلة الرشد
“تُظهر جميع الأبحاث أنه إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في اللغة في ذلك العمر ، فإنه بحلول سن الرشد ، يكون احتمال صراعه مع القراءة أكبر بأربع مرات، وثلاث مرات أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نفسية ، ومضاعفة احتمال أن يكون عاطلاً عن العمل ويعاني من مشكلات التواصل الاجتماعي؛ لذا فإن الحصول على هذا الأمر بالشكل الصحيح في مثل هذه السن المبكرة هو حرفياً المفتاح لمستقبل الأطفال “.