أسباب الطلاق عند الأثرياء وكبار السن
الملل والرغبة في صفحة جديدة والبحث عن الشباب من بين الأسباب التي تدعو كبار السن إلى الطلاق
كثرت في الآونة الأخير أخبار الطلاق ليس عند حديثي الزواج، بل زادت ظاهرة الطلاق اليوم عند كبار السن، فلم ينته خبر طلاق جيف بيزوس أغنى رجل في العالم حتى خرجت لنا وسائل الإعلام بخبر انفصال كلٍّ من بيل غيتس وزوجته بعد زواج دام 27 عاما. هذه الظاهرة أي الطلاق بعد ما يطلق عليه عشرة العمر، أثارت فضول الناس لمعرف الأسباب التي تدفع بشريكين طال زمن حياتهما وأنجزا مشاريع كثيرة معا إلى الطلاق والانفصال.
حاول عدد من الباحثين وضع النقاط على الحروف في هذه القضية، وقد نشرت العديد من الصحف العالمية تحليلا نفسيا لهذه الظاهرة، مثل ال سي إن إن و التايم الأمريكيتين، وإليكم خلاصة ما ذكروه:
أسباب الطلاق عند كبار السن
ذكر عالم النفس جون دافي بحسب ما أوردته ال سي إن إن أن معظم الزيجات بعد عقود من الزمن يعرف المتزوجان بعضهما بعضا في أدق التفاصيل من موعد النوم وطريقة الغضب، حتى وقت الرغبة في شرب فنجان القهوة، وهنا يأتي السؤال إذن لماذا لا يستمر الزواج بعد تجاوز كل المشكلات خلال هذ السنوات الطوال من العشرة الزوجية؟ أليس من المفروض أن يكون الطلاق في سنٍّ مبكّر وليس في سن متأخر؟ يقول عالم النفس: إنه على العكس من ذلك أي أنه الفترة الممتدة لم تكن فترة راحة، بل إن كلا الزوجين كان يفضّل البقاء في منطقة الأمان بعد أن اعتاد على روتين الحياة الزوجية رغم عدم الإحساس بالراحة فيها.
وييتابع قائلا: إن معظم كبار السن من الأمريكيين الذين تجاوزا الخمسين والستين، أظهروا لي هذه الحقيقة الحقيقة التي تقول إنهم لم يكونوا سعداء على طول هذه السنوات من الزواج، ولكن روتين الحياة الزوجية جعلهم يستمرون رغم عدم السعادة فيها.
ومن خلال القصص التي عرضت عليه تبين له أن كثيرات رأين أن الزواج خلال السنوات الماضية التي سبقت الطلاق ما هي إلا فصل من الحياة، وأن الفصل الثاني يفضل أن يكون لهن وبالطريقة التي يحببن، فواحدة تقول أنا أريد أن أتفرغ في الفصل الثاني من حياتي للكتابة والتأليف، وربما لشريك آخر أمضي معه الفصل الأخير من حياتي، وسأترك لزوجي أيضا حرية اختتام فصله الأخير من حياته.
السبب الثاني للطلاق الملل مع طول الزمن:
أن الزوجين مع مرور الزمن يصبح عندهم الإحساس بقيم الحياة أكثر وأن ارتفاع ثمنها يرجع إلى مدى قصرها؛ ولهذا يتسرّب إلى نفسيهما شعور الملل من الشريك، وأنه لا يعطي السعادة المطلوبة وهذا يؤدي بالتالي إلى أن يفكر كل طرف بالطريقة التي تسعده، ولا تعكّر عليه بقية حياته التي تعد أثمن ما يملك فيفضلان الانفصال على البقاء في منطقة مملة، تبعدهم عن الاستمتاع بما يرغبون فيه في الحياة التي يعيشونها.
السبب الثالث للطلاق: الرغبة في بدء حياة مهنية أو مشروع جديد
بعد أن يتمكن الزوجان من تربية أبنائهما أو النجاح في مشروع مهني مشترك، يبدأ عدد من الأزواج في منتصف العمر، بالتفكير في الشروع بمهنة او مشروع مستقل، إذ تبهت عنده العلاقة الزوجية وخاصة في ميدان المهن العمل، ويصبح كل شريك يفكر بالاستقلالية على الصعيد المهني، وعلى الصعيد النفسي والعاطفي.
ويقول أحد علماء النفس: لقد التقيت عددا من الأشخاص وصلوا إلى السبعين والثمانين، وهم يظهرون الندم لعد استغلال فرصة الانفصال والعيش في الحياة بمغامرة جديدة، بعيدة عن الروتين الزوجي الذي استهلك حياتهما.
السبب الرابع: البحث عن الشباب
بعد منتصف العمر يسعى الرجال إلى استعادة شبابهم وبيطاردونه محاولين استرجاع، فترى عددا منهم يميل إلى عقد علاقة مع فتيات صغيرات يشعرنه بشبابه، وأنه يمكنه أن يسترجع شيئا من ذلك الشباب المفقود، ويعلق عالم النفس قائلا لقد قابلت رجالا انفصلوا وبرروا سبب انفصالهم بأنهم يسعون للعثور على حب جديد، بعد فقدهم للحب مع شريكاتهم.
هذا الأمر لا يقتصر على الرجال وحسب، بل إن هذه الظاهرة بدأت أيضا عند النساء اللواتي يشعرن أنهن وهن في الخمسينات والستينات ما زلن أصغر سنا، وأن أزواجهن قد أكل الزمن حياتهم، ويبدون أكبر سنا؛ ولهذا فهن يردن ان يبدأن تجربة جديدة
هل الطلاق هو الحل للأسباب الماضية:
إن وهم الإنسان وحلمه بشيء لا يملكه يجعله يشعر أنه إذا فقد ما يملك فإنه سيكون أكثر سعادة، لأنه يعيش الوهم الذي يتخيله وكأنه حقيقة قائمة، وليس مجرّد خيال، ولهذا فإن حل الملل من الحياة الزوجية إيجاد بدائل قبل الشروع بالطلاق، وأولها البدء بما يسمى الانفصال المؤقت، بحيث يعيش كل طرف مدة من الزمن بعيدا عن الطرف الآخر، حتى لو كانت هذه المدة من الانفصال ستصل إلى شهر أو شهرين، حتى يتأكد الشريكان من صدق الإحساس بالرغبة في الطلاق أو أنه مجرد إحساس مؤقت، وأن العيش بالانفصال هو أكثر مللا من الحياة مع شريك تحدث معه بعض المشكلات، أما في حال لم تنفع هذه الطريقة ووجد الشريك نفسه مرتاحا أكثر ببعد شريكه عنه، فإن الطلاق حل من الحلول وقتها، فزواج بلا روح حياة بلا نبض.
الحل الثاني هو أن يبدأ الطرفان بحوار صريح ومفتوح يحاولان فيه تحديد المشكلات بدقة ومحاولة حلها معا، فإذا وجدا إمكانية الحل مستحيلة فعهندها { تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} هو الحل لأن الحياة أغلى ثروة لنا، فإذا لم يعد الشريك سببا في بث روح الحياة، بل سبب في نهايتها فعندها الانفصال على ألمه أفضل من زواج يستمر آكلاا من العمر، ومميتا للحياة، ومسودا لنورها.