عالم المرأة: أثر الضغوطات التي تتعرض لها المرأة على تربية الأطفال
الحياة مليئة بالهموم، وخطورتها في عالم المرأة أنها تنتقل منها إلى أولادها وهذا يؤدي إلى أن يكبر الأطفال وهم يعانون من عقد نفسية كثيرة، حاولنا في هذا المقال حصر أهم نوافذ الضغط التي تتعرض لها الأم في بيتها وخارجه، كما سعنيا إلى عرض الحلول التطبيقية الموجزة.
عالم المرأة: أثر الضغوطات التي تتعرض لها المرأة على تربية الأطفال وصحتهم النفسية:
إنّ نعمة الأمومة نعمة عظيمة ،انحرمت منها الكثير من النساء المتزوجات اللّاتي لم يأذن لهن الله بالإنجاب ، وكذلك انحرمت منها السيدات العازبات اللاتي لم يُكتب لهن الزواج بعد . ولا شكّ أن تربية الأطفال والعناية بهم هي مسؤولية كبيرة وأمانة من الله عز وجل . وهذا ما ورد في حديث رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “والمرأة رَاعِيَةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رَعِيَّتِهَا”
ولهذا فإن كلّ النساء السوّيات يحلمن بأن يربين أطفالهنّ في بيئة سليمة عاطفياً ،وبأن تؤمن لهم كل متطلباتهم المادية والمعنوية وتسعى للحفاظ على صحتهم النفسية ،وأن تبعدهم عن مشاكل الحياة وصعوباتها لكي يعيشوا طفولتهم بطريقة سليمة.
ولكن صعوبة الحياة والظروف القاسية التي تتعرض لها المرأة تحول دون ذلك وتؤثر على صحة الأم النفسية ومن ثم تؤثر بشكل أو بآخر على تربية الأطفال وعلى صحتهم النفسية؛ لأن فاقد الشيء لايعطيه.
الضغوطات التي تتعرض لها المرأة:
تتنوع الضغوطات في عالم المرأة وحياتها، بين ضغوطات داخلية من داخل البيت وضغوطات خارجية نتيجة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، ومن هذه الضغوطات نذكر الآتي:
العلاقة السيئة للمرأة مع زوجها:
إن أكبر ضغط تتعرض له المرأة المتزوجة هي توتر العلاقة بينها وبين زوجها وعدم الانسجام فيما بينهما، أو تعرضها للتعنيف الجسدي و اللفظي أو حتى نقد الزوج الدائم لشكلها وتصرفاتها؛ لأن ذلك سيؤثر على نفسيتها ويعكر مزاجها ويؤثر بالتالي على علاقتها بالمجتمع بأكمله ، ويؤثر على عملها خارج المنزل إن كانت تعمل ، وبالتالي لن تستطيع معظم النساء اللاّتي يعانين من توتر العلاقة مع أزواجهن تجاهل شعورهن السيئ هذا ، وسيؤدي هذا التوتر إلى عصبية مفرطة للأم على أطفالها لتفريغ الطاقة السلبية التي تعاني منها المرأة ،ومثل صراخها الدائم على أطفالها لأسباب قد تكون معظمها سخيفة كاتساخ ملابسهم أو كسرهم لطبق في المنزل أو حتى لمجرد بكائهم إن كانوا رضعاً .
أو يتمثل ذلك بإهمال الأم للأطفال وذلك بعدم تقديم احتياجاتهم العاطفية من عطف وحنان، عدم الحوار ، أو اللعب معهم إن كانوا صغاراً .
عدم احساس المرأة بالأمان الاجتماعي:
الأمان الاجتماعي: هو العلاقة السليمة للمرأة مع زوجها ، أهلها ، أهل زوجها، صديقاتها .
فإذا كانت أغلب هذه العلاقات غير سليمة وتعاني من الجفاء والبرود أو المشاكل الدائمة ، فإن ذلك سيؤدي إلى إحساس المرأة بالضعف والوحدة ، وسينتقل هذا الاحساس بالضغف إلى الأطفال وسيصبح من الصعب أن يصبح الأطفال أقوياء نفسيًّا واجتماعيًّا عندما يكبرون ، وخاصة إن كان الأب بعيداً عن أطفاله وعن تربيتهم سواءً بانشغاله عن المنزل أو بعدم اكتراثه بمهمة التربية ورعاية الأطفال .
عدم احساس المرأة بالأمان المادي:
الأمان المادي: قد يسيطر على عالم المرأة إحساس عدم الأمان المادي وهذا له دور سلبيّ كبير؛ لأن سيطرة الهاجس المادي على عالم المرأة سيشعرها بالنقص وبأنها أقل من نظيراتها النساء اللاتي يهتمنّ بأشكلهن، وبجمالهنّ، ورشاقتهنّ ،وبمظهرهنّ الاجتماعي ، وبالتالي فإن ذلك سيسبب للمرأة مشاكل نفسية واجتماعية عديدة، كما أن الهاجس المادي يقلق الأم على مصير الأطفال وقد لا تتمالك نفسها وتتحدث أمامهم عن المال والمادة فتزرع في عقل أطفالها الشعورالمادي وحسب ويصبح الأطفال بعد مدة لا همّ لهم سوى تحصيل المال وقد ينتج عن هذا اتجاه الأطفال في مرحلة المراهقة إلى طرق ملتوية وخطيرة لتحصيل المال.
صحة الأم الجسدية:
إن كانت الأم تعاني من آلام جسدية بسبب بعض الأمراض المزمنة أو غير المزمنة ، أو حتى مشاكل الحمل سيؤدي إلى عدم استطاعة الأم الاهتمام بأطفالها وتلبية احتاجاتهم النفسية بصورة دائمة .
مشاكل العمل إن كانت المرأة تعمل خارج المنزل:
إن قضاء المرأة ساعات طويلة خارج المنزل بعيداً عن أطفالها يشعرها بالذنب والقلق عليهم وعلى سلامتهم ، وسيزيد الأمر سوءاً إن كانت تعاني من مشاكل وضغوطات في العمل مع مديرها أو زملائها فبعد عودتها بنفسية متعبة نتيجة تلك الضغوط إلى منزلها ستضطر إلى القيام بواجباتها المنزلية وتأمين متطلبات الزوج والأولاد دون كلل أو ملل، وبالتالي فإن هذا الإرهاق الجسدي والنفسي لدى المرأة العاملة سيؤثر على علاقتها بأطفالها وعلى قدرتها في تقديم الاهتمام الكافي الذي يحتاج إليه الأطفال وخاصة في سنوات طفولتهم المبكرة .
غياب الزوج :
قد تضطر الكثير من النساء إلى تربية أطفالهن بمفردهن؛ وذلك لغياب الزوج نتيجة الطلاق أو السفر أو الوفاة . وذلك سيؤدي إلى زيادة حجم المسؤولية لدى المرأة، وخاصة إن لم يكن لها مورد مادي كافٍ لتأمين متطلبات أطفالها واحتياجاتهم المادية ، وقد تصاب بعض النساء نتيجة شعورها بتلك المسؤولية الكبيرة الملقاة على كاهلها بمشاكل نفسية كالإكتئاب والقلق المزمن ، وبالتالي فإن ذلك كله سيؤثر على علاقة الأم بأطفالها وعلى تربيتهم ونفسيتهم.
بعد أن قمنا بذكر العديد من الأسباب والضغوطات التي قد تتعرض لها المرأة في حياتها الزوجية والاجتماعية ، سنتكلم عن بعض الحلول التي ستنقذها وتنقذ أطفالها من الإصابة بمشاكل نفسية واجتماعية قد ترافقهم لبقية حياتهم ولن يستطيعوا بسهولة التخلص من تلك الآثار النفسية السيئة .
إنّ من أكثر الأسباب التي تعين المرأة على تجاوز صعوبات الحياة ومشاكلها هو إيمانها بالله عز وجل وإيمانها بأن هذه الدنيا زائلة وبأن لها الأجر الكبير عند الله إن أدّت أمانة التربية والاعتناء بأطفالها على النحو الكافي ، وأن الأمومة نعمة عظيمة يجب عليها شكر الله عليها دائماً وتجاهل كل مايعكر صفوها
وعليها أن توجد لنفسها برامج تعينها على التخلص من الشعور السلبي، والانتقال إلى الحالة الإيجابية وهناك عدّة أمور تعين على ذلك وعلى رأسها الصلاة على وقتها لما تعطيه من سكينة وراحة بال، وقراءة القرآن لما فيه من راحة للصدر والعقل والقلب، كثرة التضرع واللجوء إلى الله، ممارسة هواية تحيها، أن تجالس صديقة تتوافق معها فكريًّا وأن تكون الصديقة أمينة لا تنقل الكلام ولا الأحوال التي تعيشها صديقتها التي تبث إليها همومها وأحزانها. الرياضة وعلى رأسها المشي في الهواء الطلق، فمعظم الدراست تؤكد أن للرياضة دورا كبير في التخلص من مشاعر الحزن والاكتئاب، وفي النهاية نقول إن هذه الدنيا مجبولة على الكدر والهموم فلا يوجد إنسان بلا هموم وأن السعادة فيها تكون م الإنسان نفسه، بأن يتذكر دائما ما يملكه هو ويحسده عليه كثيرون وعلى قمة هرم هذه النعم الصحة والعافية.
عالم المرأة معقّدٌ ويحتاج إلى كثير من الفهم فهي طفلةٌ في أمور كثيرة وعجوز كبيرة عندما تضغط عليها الحياة حتى ولو كانت في اوج شبابها؛ ولهذا عليك سيدتي أن تحرصي على جمال طفولتك، ورشاقة حيويتك، واستثمار عمرك في كل ما يسعدك.