الشركة العائلية ما هي وكيفية نجاحها؟
أشارت نتائج فوربس إلى أن 44 بالمئة من أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة هم إما مرتبطون بشركات عائلية أو أعضاء في شركة ومؤسسة عائلية.
كما أن هناك دراسات تشير إلى أن الشركات العائلية توظف 60% من اليد العاملة الأمريكية، وتؤمن 78 بالمئة من فرص العمل الجديدة.
وبعد أن كان الاتجاه السائد طوال القرن العشرين نحو تجاهل هذه الشركات العائلية لما فيها من أمور معقدة يصعب على المحللين الماليين دراستها أو جعلها في مكان مرتفع في سلم صناعة الثروة، اختلف الأمر مع بداية القرن الحادي والعشرين الذي ولد نظاما اقتصاديا جديدا حيث اتجه الباحثون والأكاديميون إلى دراسة الشركات العائلية واعتبرت مشاريعها وشركاتها مصدرا رئيسا من مصادر تكوين الثروة.
فما هي الشركات العائلية، وما هي أشهر الشركات العائلية في العالم، وما المشكلات التي تعترضها، وكيف تكون ناجحة وغيرها من النقاط في موضوع الشركات العائلية ستكون ضمن مقالنا لهذا اليوم
ما هي الشركات العائلية:
الشركات العائلية تعني الأعمال المملوكة لأفراد عائلة واحدة، وتكون أعمالها ومشاريعها في قطاعات العمل المختلفة بدءا من محل صغير إلى الشركات متعددة المشاريع والمهام، ويقوم عليها أجيال يترابطون بقرابة الدم أو الزواج، ويمكن أن يكوّن اثنان أو ثلاثة من أفراد العائلة شركة ويسجلونها على أنها شركة عائلية.
أشهر الشركات العائلية
كما ذكرنا آنفا فإن الشركات العائلية أصبحت مشهورة في العالم بأسره شرقا وغربا، وسنذكر لكم أشهر الشركات العائلية في وطننا العربي، وفي العالم
-
في الوطن العربي:
بناء على تصنيف الفوربس في سنة 2020 فإن أشهر 10 شركات عائلية في الوطن العربي هي:
1. مجموعة منصور، مصر.
２. مجموعة الفطيم، الإمارات العربية المتحدة.
３. مجموعة العليان، المملكة العربية السعودية.
４. ماجد الفطيم، الإمارات العربية المتحدة.
５. مجموعة راشد عبد الرحمن الراشد وأولاده، المملكة العربية السعودية.
６. مجموعة عبداللطيف جميل، المملكة العربية السعودية.
７. الغرير، الإمارات العربية المتحدة.
８. الغانم للصناعات، الكويت.
９. مجموعة الغرير، الإمارات العربية المتحدة.
10. مجموعة الزامل القابضة، المملكة العربية السعودية.
-
عالميًّا:
1- عائلة والتون الأمريكية:
تعمل العائلة في مجال التجزئة، تبلغ صافي ثروتها سنة 2020 بحسب السندي تايمز 215 مليار دولار، أسس الشركة سام والتون سنة 1962م.
2- عائلة مارس:
شركة الحلوى الشهيرة في أمريكا وكانت أغنى عائلة في الولايات المتحدة سنة 1988، مؤسس الشركة هو فرانكلين مارس، تحيط الشركة معلوماتها الشخصية بسرية تامة ويندر ظهور أقرادها على الإعلام. صافي الثروة: 120 مليار دولار.
3- عائلة كوتش الأمريكية:
هي محتصة في مجال الصناعات وتقدر ثروتها بقرابة 107 مليار دولار، كانت بدايتها مع شركة أسسها والد تشارلز كوتش حيث يدين تشارلز بثروته لوالده الذي بدأ شركة كوتش بشركة مختصة في مجال النفط.
4- عائلة أمباني:
شركة هندية تعمل في مجال الصناعات المتعددة المدير التنفيذي لشركة العائلة هو موكيش أمباني
يشرف على أعمال الشركة في ميدان تجارة النفط، والكيماويات، والغاز، والنسيج، ويدير شقيقه أنيل أعمال الشركة في مجال الاتصالات، والترفيه، وتوليد الطاقة. تقدر ثروة الشركة ب 81 مليار دولار.
5- عائلة دوماس:
عائلة فرنسية مشهورة بتجارة الأزياء والأشياء الثمينة المتعلقة بالأزياء والعطور، وتقدر ثروتها بنحو 63.9 مليار دولار يرجع تأسيسها إلى القرن التاسع عشر.
6- عائلة ويرثايمر :
صاحبة دار شانيل الفرنسية الفاخرة والشهيرة للأزياء يدير الشركة الآن أحفاد مؤسسها بيير ويرثايمر سنة 1920. تقرد ثروتها ب 54.4 مليار دولار.
7- عائلة جونسون:
أسسها إدوار جونسون سنة 1946 من أكبر شركات الخدمات المالية في العالم، تقدر ثروتها بقرابة 46.3 مليار دولار.
8- عائلة بوغينر فون بومباخ:
شركة عائلية ألمانية مختصة في مجال تجارة الأدوية لتاريخ يمتد لأكثر من 130 عاما، تقدر ثروتها بـ: 45.7 مليار دولار.
9- عائلة آلبرشت:
تمتلك العائلة سلسلة هائلة من المتاجر في العالم، وبدأت قوتها بعد أن تسلم الأخوان ثيو وكارل إدارة متجر والديهما بعد الحرب العالمية الثانية ليشكلا سلسة محلات بقالة مشهورة على مستوى العالم، وتقدر ثروة الشركة بـ: 41 مليار دولار.
10- عائلة تومسون:
يديرها اليوم ديفيد تومسون حفيد المؤسس روي يشغل الحفيد الآن منصب رئيس مجلس إدارة الشركة وهو أيضًا رئيس صحيفة جلوب آند ميل الكندية، وتمتلك الشركة وكالة رويترز، كما تمتلك مجموعة من الشركات التي تعمل في مجال الفنادق، والخدمات المالية، تقدر ثروتها بقرابة 40.6 مليار دولار.
كيف تنجح الشركات العائلية:
بداية نقول إن من أصعب القضايا التي تواجه الشركات العائلية هو استمرارها مع تعاقب الأجيال، وذلك نتيجة الاختلافات التي تحدث بين أفراد العائلة بخصوص الإدارة التنفيذية، وهذا الأمر استطاعات الشركات العائلية العالمية الكبرى تجاوزه بالاستراتيجية القابلة للتوافق مع تغير الأجيال، وهذه الاستراتيجية أدّت مع شركة والتون إلى أن تصل أرباحها إلى 70 ألف دولار بالدقيقة، وإلى 100 مليون دولار في اليوم الواحد.
ومن هنا فإن أكثر أسباب نجاح الشركات العائلية هي:
1- رأس المال البشري:
إن أقوى شيء تتمتع به الشركات العائلية هو الأفراد الذين يمثلون القدرة على الإدارة وتسهيل توزيع الأعمال عندما تزداد الفروع والمشاريع ولكن شريطة أن يكون الأفراد مؤمنين بهدف إنجاح الشركة، أي أن يكونوا ممتعين بالقابلية لتحقيق المشروع الجمعي للشركة، وقادرين على التأقلم مع الخسائر، والاستمرار في العمل المشترك.
2- الاستراتيجية الدقيقة:
رأس المال البشري وحده لا يكفي إن لم يكن ثمة استراتيجية محكمة يضعها المؤسسون للشركة، وهذه الاستراتيجية تقوم على أن يكون كل فرد من أفراد الشركة العائلية له مهمة تتفق وقدراته وتحقق له وجوده، وأن يكون للشركة مدير تنفيذي يدير استراتيجية الشركة وفق الاحتياجات والظروف، وكذلك يتقن توزيع الأدوار بحرفية تامة.
3- جعل الشركة قابلة للإدارة الشبابية:
الشباب هم اهم رأس مال للشركة، وإذا كان العنصر الشاب في العائلة قد هيّئ بشكل يؤهله للإدارة والانتماء للشركة، فإنه سيتقن العمل وفق رؤية ترفع من قيمة الشركة وتفتح لها أسواقا جديدة، تزيد من فروعها وتكون قابلة للاستمرار مع تعاقب الأجيال.
4- وضع قوانين ناظمة:
لا تدار الشركات العائلية الهادفة للنمو والاستمرار بالعاطفة، بل لا بد من أسس ناظمة للعمل بحيث لا يدخل أي شك إلى قلوب أحد أفراد العائلة، ووضوح القوانين الناظمة للعمل لا تعني أن تكون أوراق الشركة مفتوحة للجميع بل للإداريين في الشركة الذين يمثلون مجلس العائلة، فأول أسس نجاح الشركات العائلية السرية التامة في التنفيذ، والقوانين الناظمة لعمل مجلس الإدارة.
أسباب فشل الشركات العائلية:
تقول الدراسات الاقتصادية الإحصائية إن الشركات العائلية التي تستطيع الاستمرار لأكثر من جيل لا تتجاوز 30% وأن 70 بالمئة منها يضمحل ويفشل، ويرجع السبب إلى خلاف أفراد الأسرة بعد أن يكبر الأبناء ويصبح الإخوة غير قادرين على ضبط أمور الشركة بسبب الخلاف على الإدارة من قبل أعضاء الأسرة، ومن هنا يأتي دور ما ذكرناه آنفا من وضع استراتيجية دقيقة ومحكمة، وفق قوانين ناظمة تحقق للمجموع المصلحة الجمعية التي تحافظ على بقاء الشركة حتى مع تعاقب الأجيال.
ولحل هذه المعضلة، لابد من التوافق بين أعضاء العائلة الذي سميناه مجلس إدارة الشركة للاتفاق على مدير تنفيذي، ووضع شروط لا يحق لأحد أن يخل بها لا المدير ولا أعضاء المجلس التنفيذي، ويمكن للمجلس أن يضع قواعد ناظمة لكيفية توزيع الأرباح، وكيفية تحمل الخسائر، بطريقة محكمة لا يغبن فيها أحد.
ومن الأمور المساعدة على الاستمرار تنوع مصادر الدخل للشركة إذ إن هذا التنوع يضمن أن يجد كل فرد دورا له في نجاح الشركة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
en.wikipedia.org/wiki/Family_business
investopedia.com/articles/insights/052416/top-10-wealthiest-families-world.asp