لم تعد إدارة الوقت مجرد زيادة فعالية في الإنتاج، وليست مجرد قدرة على التحكم بأغلى ما يملكه الإنسان وهو الوةقت الذي هو جزء من عمره، بل غدت بابا ومنفذا إلى السعادة، وهذا يشعر به كل من يضيع ساعات يومه دون عمل مجدٍ، أو دون القيام بشيء يثبت فيه أنه موجود وحي، فمثل هذا الإنسان تراه خاملا محبطًا، مكتئبًا، وأما الشخص الذي يعرف كيف يستثمر ساعات يومه منذ شروق الشمس إلى غروبها، فإن الرضا النفسي الذي يعيشه يهبه سعادة مصدرها إدارة الوقت.
ولمن يرغب في إدارة وقته فهناك بعض الخبراء قدّموا نصائح تعين على إدارة الوقت، وتؤدي إلى التحكم به بما يجعلك مالكا له وغير مضيع لهذه الثروة التي تقابل الحياة.
يقول مايكل بارك صاحب دراسة عن إدارة الوقت: “إن تخطيط إدارة الوقت يتعلق حقًا بوضع قائمة مهام معًا، وكتابة مهامك ، وتحديد أولويات تلك المهام، ثم الجدولة”.
من خلال الكلام السابق نستنتج أنه من خلال وضع المهام وترتيب الأولويات يمكنك أن تحدد الأشياء التي لا مقر من إنجازها، والأشياء التي يمكن تأجيلها في حالات طارئة تمنعك من إنجازها.
جدول المهام يستلزم تخطيطا للطوارئ
فتخطيط الوقت متلازم بين جدول المهام، ووضع تخطيط للطوارئ التي تتمثل وتعني المقاطعات التي تصرفك عن إنجاز مهمة وضعها في جدول أعمالك، مثل لو كنت كاتبا وتكتب قصة وتقول اليوم مثلا سأكتب 10 صفحات من القصة، ثم فجأة طلب منك امورا لمنزلك لابد ان تنفذها ، فإذا لم تكن واضعا خطة طوارئ مفادها أنني لو قوطعت مثلا ثلاث مرات في اليوم فإن الإنجاز المطلوب هو 5 صفحات، ولكن إذا لم أقاطع يمكن أن انجز الصفحات العشر، هذه الحالة يمكن توزيعها على كثير من مهامك الحياتية، وبناء عليها فإن الطوارئ لن تصرفك عن الإنجاز بقدر ما تلزمك بتنفيذ مخططاتك.
كيف يصبح الموظف منتجا سعيدا في شركتك؟
يركز صاحب الدراسة على مسألة مهمة تتعلق بهم معظم الشركات في العالم، وهو كيفية جعل الموظفين أكثر إنتاجية، مع الاستمتاع بعملهم من اجل الاستمرار في دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، فالمعضلة الكبرى في القطاعات العامة مثلا هو أن عجلة الإنتاج متوقفة، وتعاني من كثير من القصور.
الجواب وفق الدراسة المعدة عن إدارة التخطيط يقول: إن الحل هو إيجاد وظائف تتناسب مع خطط إدارة الوقت المتاح، والانقطاعات المتوقعة، بحيث يعطى الموظف قدرة على التوفيق بين وضع جدول للمهام الموكلة إليه وجدول مقابل لإدارة الانقطاعات التي تصرفه عن عمله، وهذا يعني إيجاد بيئة عمل تقوم على ثقافة التشاركية، بحيث يشعر الموظف أنه جزء من الشركة وليس مجبرا على العمل فيها.
نصائح حول إدارة الوقت:
- تخيص وقت لوضع خطة لعملك اليومي، مثلا أن تكتبها ليلا، أو في بداة اليوم.
- الاعتماد على خبرتك الماضية في الأمور التي تعطلك وربما تحصل يوميا معك وهي ما تسمى الطوارئ، فضع خطة لإدارة الطوارئ، التي تمنعك من الإنجاز.
إن هذا التنظير ليس مجرد فلسفة مجردة عن الواقعية، بل هو مفتاح لكثير من النجاحات؛ فلتنظر إلى معظم الناجحين وستجد أن مفتاح النجاح الذي يحتفظون به ولا يتخلون عنه أبدا هو إدارة الوقت؛ لأن إدارة الوقت والتخطيط المتقن للتعامل تعني نجاحا في العمل، وسعادة في الحياة