العالم على حافة أزمة غذائية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

يبدو أن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية بدأت تشكل أزمة غذائية في العالم خاصة مع عدم معرفة الزمن الذي تنتهي فيه، وكذلك مع ارتفاع أسعاد موارد الطاقة، وأضف لذلك أن الدولتين تمثلان سلة غذانية لعدد كبير من دول العالم.

وبحسب السي إن إن دفعت أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة إلى مستويات قياسية الشركة التي يديرها منتج الأسمدة يارا إنترناشيونال، إلى تقليص إنتاجها من الأمونيا واليوريا في أوروبا إلى 45٪ من طاقتها. ومع وجود القليل من هذين المكونين الزراعيين الأساسيين ، فإنه يتوقع آثارًا غير مباشرة على الإمدادات الغذائية العالمية .

وهذا سيكون له انعكاس هائل على مستوى الإنتاج الغذائي عالميًّا، فبعد أسبوعين من هذه الحرب التي تلقب بالعالمية الثالثة، نجد أن السلع الغذائية تشهد ارتفاعات في أسعارها في مختلف دول العالم.

والمشكلة الكبرى الآن تتعلق بوصول الأسمدة حيث تعد مشكلة رئيسية إذ إنه من الضروري للمزارعين تحقيق أهدافهم الإنتاجية للمحاصيل ، التي لم نكن أكثر تكلفة من أي وقت مضى ، حيث توقفت الصادرات من روسيا. كما انخفض الإنتاج في أوروبا بفضل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ، وهو مكون رئيسي في الأسمدة القائمة على النيتروجين مثل اليوريا.
وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا والزيوت النباتية.

ومع أن دول مجموعة السبع أكدوا أنهم سيضعون خططا تحول دون الوصول إلى أزمة غذائية عالمية إلا أن المراقبين يقولون إن انخفاض الموارد اللازمة لإنتاج المواد الغذائية قد تدفع بكثير من الدول إلى تركيز جهودها على تأمين احتياجاته الذاتية، ونسيان الدول الفقيرة التي لن تجد من يعيلها، وهذا ما بدأنا نلمسه مع الدول ذات الأعداد السكانية الكبيرة، فمصر منعت تصدير القمح والدقيق والعدس والفول، وأندونيسا فرضت قيودا على تصدير زيت النخيل التي تعد هي أكبر منتج له في العالم ويدخل هذا الزيت في الطهي وفي الشكولاتة، وفي مستحضرات التجميل.

الملفت للنظر أن النظام الغذائي قبل الحرب لم يكن مستقرا وكان يعاني من اضطرابات فكيف الآن، ولهذا فإنه وحسب السي إن إن فإن الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، اللذان يلعبان دورًا حاسمًا في النظام المُعاير بعناية لإنتاج الغذاء العالمي، من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ.

وسط هذا العالم المتصارع والذي أثبت مدى عدم تماسكه ومدى حرصه على مصالحه الذاتية وكنا قد رأينا هذا الأمر بصورة جلية مع بدء جائحة فيروس كورونا هذا الوضع إذن يجعلنا لا نثق بمدى جدية الدول الغنية في تأمين المواد الغذائية للدول الفقيرة، وهنا يمكن القول حبذا لو تستطيع الدول الأكثر حاجة أن تصنع فيما بينها نظام تكامل غذائي ينهي حاجته للدول الكبرى، ويجعلها ذات أهمية عندها ولكن هذا يتطلب استقلالية في القرار وتضامن سياسي واجتماعي يبدو أننا بعيدون عنه جدا.