كيف نتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟ – د. محمد خالد الفجر
صارت وسائل التواصل الاجتماعي رفيقة الأسر والأشخاص فلا تفرق بين مجتمع ومجتمع ولا بين جنس وآخر، فالسيطرة والتحكم بأوقات الناس وصل إلى مرحلة الإدمان، بحيث صار يصعب على كثيرين منا التخلص منها، ومن هنا فإن كثيرا من الحالات النفسية تولدت عن هذا الإدمان، بل إنك أنت تقول في كثير من الأحيان إن هذه الوسائل أقبل عليها برغبة في حب الاطلاع والمعرفة، وكذلك رغبة في التخلص من الملل، وأخرج بعد جولة فيها محبطا كئيبا ولا أعرف السبب الرئيس لهذه الحالة النفسية التي أعيشها بعد الإبحار في وسائل التواصل الاجتماعي، فما أشاهده كثير جدا وهو يختلط بالمصور والمكتوب والفيديو وكلها تحمل رسائل إلى الدماغ وهذه الرسائل تؤدي إلى هذه الحالة التي أنا فيها.
فكما يسأل الناس عن كيفية التخلص من الدخان، انتشر في هذه الأوقات سؤال عن كيفية التخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، هذا السؤال هو الذي سنحاول الإجابة عنه في هذاالمقال.
علامات إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:
- الدخول إلى وسائل التواصل بعد الاستيقاظ مباشرة.
- التسلل إلى وسائل التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل.
- القلق والتفكير فيما سيحدث خلال الأوقات التي لا يتمكن فيها من الوصول إلى المنصات.
- الاستمرار في متابعة أداء منشوراته المنشورة على المنصات.
- تجاهل الهوايات والعلاقات والمسؤوليات من أجل قضاء المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. (lifehack.org)
الآثار الصحية لإدمان وسائل التواصل:
إن أخطر أثر لإدمان التواصل هو حالة الإحباط والعزلة التي تؤدي ربما إلى أفعال خطيرة مثل سلوك اتجاهات مغايرة للقيم والأخلاق، كأن يتجه الشخص للمسكرات والتدخين، وغيرها من الأمور التي تكون ناتجة عن التأثر بما يعرض أمامه من صور سعادة المؤثرين وأنهم يعيشون في عالم مثاليٍّ مغايرٍ للعالم الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي إلى تشكيكه بكل القيم التي ربي عليها، وأن مفهوم الحياة الذي استقر في ذهنه عن طريق تربية أهله خاطئ ومنافٍ للسعادة، وهذا يسببه ما يمكن أن نسميه أشخاص الماسكات أو وجوه وراء الأقنعة.
فالشخص وخاصة المراهق لا يمكنه أن يكتنه حقيقة حياة هؤلاء المشاهير، فهم ربما يكونون أكثر حزن منه، وكلن أثناء التصوير يمثلون أنهم سعداء وأنهم يملكون الدنيا وأن حياتهم مجرد لعب ولهو ورفاهية دائمة.
مسألة المقارنة من خلال الجمال الأنثوي، وهذا يسبب مشكلتين الأولى أن الفتاة تدخل في حالة مقارنة بين جمال تلك الفتاة التي تظهر على وسائل التواصل وبين جمالها الطبيعي، وتنسى أن هذه الفتاة تستعمل فلاتر تغيّر من صورتها الحقيقية، وتجعلها تبدو أكثر جمالا وأصغر سنا.
الأثر الأخطر هو على الذهن والتذكر، فكثر المدخلات المتنوعة بين الصورة والفيدو والكلمة، يؤدي إلى تعثر الدماغ في تذكر الأشياء المهمة في الحياة، وهذا يحبط المرء كثيرا وخاصة أولئك الطلاب الذين لا يستطيعون ترك وسائل التواصل، فكيف سيستطيعون أن يدرسوا أو أن يتذكروا ما يدرسونه وهم يعيشون في عالم فضائي عشوائي.
الوحدة والاكتئاب الشخص الذي لا يفارق وسائل التواصل ويعيش حالة الحزن والفرح من وراء الشاشة، ربما سينعزل عن الناس ويدخل في حال ة اكتئاب قد ينتج عنها الوصول إلى الانتحار لا سمح الله.
كيف نتخلص من إدمان هذه الوسائل؟
1- وضع هدف لك:
عندما تضع هدفا لك في الحياة فإن هذا سيعني أنك ستخلص في الوصول إليه، ولهذا لا تجعل هذا الهدف كتل واحدة بل جزئه، مثلا هدف سنوي، شهري، أسبوعي، يومي.
الهدف اليومي سيسهل عليك توزيع وقتك بين العمل للهدف الذي تسعى إليه وبين الوقت المخصص لوسائل التواصل الاجتماعي.
مثلا ليكن عندك عمل تجاري ما فغن عليك ان تخصص ساعات لإنجاز هذا العمل والتفكير في نجاحه، ثم ستترك بعض الوقت لتصفح وسائل التواصل لا الوقت كلهز
2- حاول إلغاء متابعة أي شخص يثير إزعاجك:
أتاحت وسائل التواصل خيار إلغاء المتابعة أو الحظر، وهذان الخياران مهمان جدًّا؛ لأنك إذا تابعت من يثير إزعاجك سيولد في دماغك ضغوطا نفسية وهذا يجعلك متكتئبا مقهرا فأغلق كل باب تواصل يثير انزعاجك، وعندها ستختصر من وقت متابعة وسائل التواصل، وستخفف من الضغط النفسي على قلبك.
3- مارس عادة ترك الهاتف:
حاول أن تترك هاتفك في البيت، عندما تخرج للمشي أو للتسوق، هذه العادة من أهم العادات التي ستجعلك تخفف كثيرا من ضغد إدمان وسائل التواصل.
4- اجعل النت مكان عمل لا مجرد تصفح:
النت مثل باقي الأدوات يمكن أن يضرك ويمكن أن يكون أداة مفيدة لك، فإذا كنت كاتبا فحاول أن تستثمر النت في الكتابة وفي القراءة التي تزيد م ثقافتك ومعرفتك، فحاول أن تحمل كتبا وروايات وقصصا تجعلك تبحر في عالم من الهدوء والجدية. وهذا يجعلك لا تتجه لللنت لتصفح وسائل التواصل وحسب، بل يكون النت بوابة للمعرفة المنظمة.
5- لا تهمل العلاقات الاجتماعية الواقعية:
حاول أن تتواصل مع أقاربك أو أصدقائك بالواقع كأن تخرجوا إلى مكان مفتوح أو إلى مقهى أو حتى في زيارات بعضكم بعضا، فهذه العلاقات الواقعية مع كثير من آلامها نتيجة حوارات قد لا تكون مرضية لك، لكنها ستجعلك تعيش الحياة بصورة طيسعسة لا وهمية.