ما هي الأعمال المهمة في مستقبل العمل بحسب آراء أهم قادة الاعمال

لقد تغير ميدان الأعمال كثيرا في زمننا، وأصبح العمل اليوم ذا سمات ومميزات جديدة لم تكن معروفة منذ زمن قريب، لقد تغيّرت الدنيا كثيرا، فماتت أعمال كان لها الصدارة قبل عقود، وحلّ مكانها أعمال لم يكن يعتقد أنه سيكون لها هذا الشأن في عالم أعمال اليوم.

وفي هذا المقال سننقل لكم استطلاع رأي أجراه موقع: (mitsloan.mit.edu) لخمسة من أهم قادة الأعمال في العالم، حيث ذكروا في آرائهم أهم المؤهلات التي يجب ان يكون ممتعا بها العامل أو الموظّف الذي يرغبون في التعامل معه في المستقبل.

1- تحليل البيانات تحتل المكانة الأولى:

بالنسبة للعديد من الشركات ، ستكون البيانات جزءًا من العمل اليومي والاستراتيجية الشاملة ، إذا لم تكن كذلك بالفعل. هذا صحيح بشكل خاص في Healr Solutions ، التي تستخدم البيانات لإنشاء حلول لسلاسل توريد المستحضرات الصيدلانية الحيوية ، وفقًا لما ذكره، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي.

وبين ذلك بقوله: إنه يتأكد من أن موظفيه يجيدون تحليلات البيانات ويستخدمون مجموعات بيانات كبيرة.

بل يرى أن أولى أولويات القيادة المستقبلية ستتمركز حول البيانات، ومع تقدمنا نحو المستقبل، سيعتمد بشكل كبير في اتخاذ القرارات على نتائج تحليل البيانات.

ويقول هولتز القيادي في مجال الأعمل والذي أدار تجديد متجر (target): “إن طريقة المستقبل هي استخدام تلك المعلومات لتحسين سرعة وجودة الخدمة لتلبية توقعات النزلاء”.

2- الذكاء الاصطناعي ودمجه في بيئات العمل:

تعتبر التكنولوجيا ، وخاصة الذكاء الاصطناعي والروبوتات ، من أولويات العديد من القادة الذين يتوقعون أن تحقق الأدوات الذكية عوائد كبيرة.

وترى نائبة رئيس استراتيجية البحث والتطوير والعمليات في Amgen

أنه الروبوتات فرصة خاصة للصناعات شديدة التنظيم مثل الرعاية الصحية التي لديها أنشطة مقننة ، وهذا يعني توفير كثير من الوقت إذ إنه بدون الروبوتات ينتهي الأمر بالأطباء وغيرهم من الموظفين المدربين تدريباً عالياً بأداء المهام الإدارية المطلوبة التي تكون متكررة وتستغرق وقتاً طويلاً ، مما يصرفهم عن العمل الأكثر ابتكاراً.

فبحسب رأيها “يمكن أن يقدم الروبوت حلاً سريعًا ، ويقلل من مخاطر الخطأ البشري ويوفر الوقت للباحثين”.

هل سيخسر الناس أعمالهم بسبب الربوتات:

قالت إسما باناتيا إحدى رائدات الأعمال: “يشعر الناس بالقلق من أن يتم استبدالهم بالتكنولوجيا ويفقدون وظائفهم…يمكن معالجة ذلك بسرعة بمجرد أن يفهم الأفراد كيف ستساعدهم هذه الأدوات على أداء أفضل وأكثر كفاءة.”

3- العمل عن بعد:

قال قادة الأعمال إنهم يستعدون للعمل عن بعد ليكون اتجاهاً طويل الأمد، ووفقًا لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث ، يقول 60٪ من الموظفين الذين لديهم وظائف يمكن القيام بها من المنزل أنه حتى بعد انتهاء وباء COVID-19 ، فإنهم يرغبون في العمل من المنزل طوال الوقت أو معظم الوقت إذا كان لديهم خيار.

قال أبيلهانز: “شخصيًا ، ما زلت أعمل على كيفية الاستفادة من أدوات تكنولوجيا المعلومات وأفضل الممارسات لخلق بيئة شاملة ، لا سيما للعمل المختلط”. “بصفتي قائدًا ، أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون قدوة في كيفية استخدام التكنولوجيا بكفاءة وأن نوضح لموظفينا كيف يمكنهم الاستفادة منها لصالحهم ومزايا عملهم.”

وقال Hayes-Mota: “حاليًا ، يتعلم فريقي مشاركة المعلومات إلكترونيًا والتي سيشاهدها الآخرون في جميع أنحاء العالم”. “نستخدم أيضًا الاتصالات السلكية واللاسلكية لطرح حلول للمشاكل اليومية التي نواجهها في العمل. وهذا يجعلنا أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة للتغيرات المفاجئة في السوق “.

4- التركيز على المهارات:

يمنح العمل عن بعد والهجين علاوة على بعض المهارات التي لا يمكن أن تحل محلها التكنولوجيا – مثل التعاطف والتعاون والتواصل.

قال Wendy-Kay Logan ، مدير استراتيجية الأعمال في Google ، Wendy-Kay Logan ، إن “التحدي الحاد” على المدى القريب هو الحصول على الأفضل من الموظفين حيث يصبحون أكثر تشتتًا جغرافيًا .

قال لوجان: “كيف نتعاون بشكل منصف في جميع المواقع ، نظرًا لوجود بعض القيود الحقيقية حول المناطق الزمنية”. “تريد مقابلة الناس أينما كانوا.”

وهذا يعني النظر في كيفية إجراء الاجتماعات – ربما مع جميع المشاركين على شاشات فردية ، سواء كانوا في المكتب أو عن بُعد ، والتأكد من أن المشاركين شخصيًا وعن بعد يمكنهم المشاركة بشكل متساوٍ بطريقة مثمرة.

قالت لوجان إنها تركز أيضًا على التعاطف مع عمل الأشخاص من مناطق زمنية مختلفة وبنى تحتية تكنولوجية مختلفة – مما يجعل من المقبول أن تكون كاميرات الناس مغلقة.

قال هولتز إن الاتصال والتعاطف كانا دائمًا مهمين لثقافة فريق Target ، والتي تركز على الرعاية والتواصل ، ومع انتشار الفريق في جميع أنحاء البلاد ، فقد كان دائمًا في قمة اهتماماته.

قال: “لكن السنوات القليلة الماضية منحتنا فرصة لبناء المزيد من الإجراءات الروتينية للبقاء على اتصال والتعاون ، وهو ما سيكون أمرًا بالغ الأهمية للمضي قدمًا”.

5- التمسك بالموهبة:

يرى قادة الأعمال أن الأعمال المستقبلية تتطلب نسج علاقات متينة مع الموظفين وفهم مستوياتهم وإمكاناتهم؛ لأنه لا يمكن للشركات الاحتفاظ بموظفيها وسط عالم مفتوح إلا من خلال تجسير العلاقات بين المدراء والموظفين.

يقول أبيلهانز: “أتوقع أنه بالنسبة لمعظم الشركات ، فإن الثقافة ومشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم ستكون صعبة”.

ويتابع قائلا: “أعتقد أن التركيز يجب أن يكون على بناء العلاقات والروابط ذات المغزى. نظرًا لأن الموظفين يتمتعون الآن بقدر أكبر من الحرية الذاتية، فسنحتاج إلى التعرف على قيمة هذه العلاقات ، وسنحتاج إلى التفكير في الوقت الذي نخصصه لتنميتها ، والذي حدث بشكل طبيعي أكثر عندما كان الجميع يقضي أسبوعهم الكامل في حياتهم. مكان العمل.”

وقبل كل شيء ، قال بيناتيا ، يجب على الشركات إدارة مخاطر الإرهاق الذي يجلبه العمل عن بُعد.

ويرى أحد قادة الأعمال أننا “بحاجة إلى تكييف الموظفين ومساعدتهم على الفصل بين أولويات العمل والحياة المنزلية وإدارتها ، وضمان فترات راحة خلال اليوم ، وتشجيع أيام الإجازة “.

من خلال ما تقدم يمكننا القول إن عالم المستقبل يقوم على فكرة مؤداها أن الإمكانات التقنية التي سيكون ممتعا بها الموظفون ستءهلهم ليكونوا أكثر حرية وقدرة على توفير فرص عمل مناسبة لهم، ومن ناحية أخرى فإن قادة الأعمال الحقيقيين هم الذين يدركون قيمة موظفيهم فلا يعاملوهم على أنهم ملك لهم، بل يحاولون عقد علاقات ود معه حتى تصبح الشكرة ممثلى انتماء لموظفيها لا مجرد عمل يؤدى للحصول على الراتب.