كيف تختار الوظيفة المناسبة لك التي تجعلك سعيدا وراضيا

في عالم الحياة الذي نعيشه صارت الوظيفة مطمح كثير من الناس، ولكن مع كثرة التنافس وقلة الفرص نرى كثيرين يسعون إلى ما يحصلونه من مال من الوظيفة أكثر من تركيزهم على الوظيفة التي تناسب أحوالهم وأفكارهم؛ ولهذا ترى كثيرين يقولون إن هذا الزمن يصعب فيه على الناس اختيار ما يحبون؛ لأنهم يركزون  على ما سيجنونه من العمل الذي سيلتحقون به أكثر من تركيزهم على ما يحبون من أعمال.

وهذا الاختيار الخاطئ جعلنا اليوم نجد كثيرين  يسعون لتغيير وظائفهم تحت ضغط مقولة لا أجد نفسي في هذا العمل، ولكن عليك قبل الإسراع في اتخاذ قرار التغيير أن تعرف هل وظيفتك مناسبة لك حقا أم ليست مناسبة لك، وثمة علامات ومؤشرات تشير إلى ذلك وسنتحدث عنها فيما يلي من كلام.

علامات الوظيفة غير المناسبة:

أولا سنتكلم عن مؤشرات تفيد بأن الوظيفة التي أنت فيه غير مناسبة لك، وأنك في المكان الذي لا يتفق وطبيعتك، من هذه المؤشرات نذكر الآتي:

إذا كنت تعاني من الإرهاق في وظيفتك الحالية وتكافح مع مهامك اليومية أو لا تحبها، فقد يكون الانتقال الوظيفي ضروريًا.

إذا كنت تستيقظ في الصباح ولا ترى أي حماس للنهوض من فراشك إلى عملك، أو تزداد شحوبا وأرقا من هذا الاستيقاظ، بعبارة مختصرة انعدام الحماس للعمل والذهاب يوميا لوظيفتك مؤشر كبير على مدى عدم مناسبة وظيفتك لك.

عدم إنجاز الأعمال الموكلة إليك بدقة، وعدم الانغماس والانخراط في مناقشات تطور الوظيفة التي أنت فيها، وإحساسك أنك مؤقت في المكان وأن الزمن هو الذي يفرض عليك ما أنت فيه.

أسباب اختيار الوظيفة غير المناسبة:

• قد يختار بعض الناس وظيفة لإرضاء صديق أو أحد أفراد الأسرة  أو لتحقيق وضع أو راتب معين ، أو ببساطة؛ لأنها بدت فكرة جيدة في ذلك الوقت.
• ومن الأسباب الخوف من الفقر أو الإحساس بعدم القيمة إذا لم يكن في عمل أو وظيفة.
• الحصول على شهادة علمية تفرض وظيفة معينة.
• الوضع الاجتماعي للوظيفة، الذي يعطي الإنسان قيمة اجتماعية، فيختارها لأجل المجتمع ولا يراعي مدى توافقها معه أم لا.
• الضائقة المالية التي تدفع الإنسان لقبول أي عرض يأتيه.

محددات الوظيفة المناسبة:

تقول جين صنلي ، الرئيس التنفيذي لشركة  Purple Cubed: “إنه من الأفضل أن تكون محددًا بشأن أهدافك النهائية عند اتخاذ قرار بشأن اتجاه وظيفي جديد. يمكنك اكتشاف تلك الأهداف من خلال طرح الأسئلة الآتية على نفسك:

ماذا تستمتع به؟
ما المهارات التي تستخدمها عند القيام بالأشياء التي تستمتع بها؟
ما الشيء  الذي يعني لك الكثير في عملك وحياتك؟
ماذا تجيد؟
ما الذي يعجب به الآخرون فيك ولماذا؟
ما الأشياء التي تفعلها وتتفوق فيها على الآخرين؟

تقول المؤلفة:  “إنه بمجرد إجابتك عن هذه الأسئلة، سيصبح تحديد المكان الذي تريد أن تكون فيه وما عليك القيام به للوصول إلى هناك أسهل وأيسر.

كيف تنطلق إلى الوظيفة الجديدة؟

عليك قبل أن تنطلق إلى ها القرار أن تبدأ بتحديد عوامل تتعلق بك شخصيًّا على رأسها أن تعرف بدقة مدى مؤهلاتك، وخلفيتك المهنية وخبراتك المتميز بها عن غيرك.

فقم قبل كل شيء بتقييم مؤهلاتك للوظائف في المجال الذي ستنتقل للعمل فيه. وهنا عليك أن تتذكر أن ثمة عاملين هما أهم العوامل في اختيار مسارك المثالي خلفيتك (التعليم والخبرة السابقة والمهارات العملية) وشخصيتك (سمات الشخصية والاهتمامات والقيم). يجب أخذ كلا الأمرين في الاعتبار ، ولكن اعتمادًا على حياتك المهنية المرغوبة ، قد تكون شخصيتك أكثر أهمية من سيرتك الذاتية.

قال أحد المختصين بميدان الأعمال: “من الواضح أن التدريب مهم جدًا للمهن عالية التقنية مثل الهندسة والطب والقانون”. “ومع ذلك ، بالنسبة للأدوار” الأكثر ليونة “، بما في ذلك الإدارة التنفيذية ، فإن السمات الشخصية – مثل الالتزام بمكان العمل والموظفين ، وأخلاقيات العمل القوية والتعاطف – لا تقل أهمية ، إن لم تكن أكثر من ذلك لأنه يمكنك تعليم المهارات ، لكن لا يمكنك تعليم السلوك والأخلاق “.

استمع لنصائح الآخرين لكن لا تتبعها دائما، كثير منا يلجأ إلى آراء الآخرين عندما يريد الانتقال إلى عمل جديد، خاصة إذا كانوا من ذوي الخبرة، أو لهم علاقات وطيدة معنا، ولكن كثير من النصائح تكون من تجربة الشخص التي قد لا تكون نفس تجربتك، فربما هو لا يتمتع بما تتمتع به من مؤهرت وقدرات.

أشارت المدربة المهنية فيليس موفسون إلى أن النصائح الخارجية يمكن أن تكون مفيدة للغاية، ولكن فقط إذا كنت تتحكم وتطرح أسئلة محددة من شأنها أن تساعد في اكتشاف الذات والبحث الوظيفي.

عوامل مهمة قبل الانتقال إلى وظيفتك الجديدة؟

1- حدّد مهاراتك واهتماماتك:

أثناء وجودك في وظيفتك الحالية ، ضع في اعتبارك كتابة المهام اليومية التي تستمتع حقًا بالقيام بها أو التي تهتم بها. هل هناك مهارات يمكنك نقلها من هذه المهنة إلى أخرى؟ على سبيل المثال ، إذا كنت محترفًا في مجال التسويق ، فيمكنك الاستفادة من مهارات الخطابة العامة أو الكتابة في مهنة مختلفة.

يجب عليك أيضًا ملاحظة ما لا تستمتع به في مهامك اليومية. من خلال فهم ما لا تريده في الوظيفة، هذه المحددات تسهل عليك الاقتراب من المجال المناسب لك.

2- متابعة المجالات التي يمكن أن تكون مميزا فيها:

قد يكون انحصارك في مجال معين قد أوهمك أنه لا يمكنك التميز في مجال آخر؛ ولهذا عليك متابعة وقراءة بيانات عن المجالات العملية المتاحة في بلدك وزمنك فربما تجد مجالا أنت مؤهل للقيام به ويفتح لك آفاق السعادة والحماس في الإنجاز والإبداع والإنتاج فيه.

وهذا يكون باختيارك الدقيق لمنصات تعطي بيانات حقيقية وموثوقة ومعتمدة عند الدول والمؤسسات والشركات الكبرى؛ لأن ثمة غش وخداع كبير في عرض البيانات ولهذا عليك أن تتحرى الدقة ما استطعت في اختيار المنصات التي تعطي بيانات عن المجالات المتحة للعمل.

3- تنمية مهارات والحصول على شهادات خبرة فيها:

قد تجد المجال الوظيفي المناسب لك، لكنك لا تمتلك كل المهارات اللازمة له. حدد ما إذا كنت ستحتاج إلى مؤهلات رسمية مثل الشهادات، واعمل على تضمين ذلك في خطتك الانتقالية الشاملة. يمكنك العثور على دورات الشهادات أو ورش العمل أو المؤتمرات عبر الإنترنت لتجعل نفسك أكثر قابلية للتسويق لحياتك المهنية الجديدة.

وهنا نكرر ما ذكرناه سابقا عليك ألا تأخذ أي شهادة من النت أو من الأرض إلا الشهادات المعترف بها، والآن كثيرة المؤسسات الموثوقة التي تمنح شهادات علمية مهنية معترف بها في العالم، فلا تدع أحدا يستغلك ويعطيك شهادة لا تعدل قيمتها الحبر المكتوب عليها.

ـــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

businessnewsdaily.com