هل حقا مجموعة (بلدربيرغ) هي التي تحكم العالم ؟
ازداد السؤال انتشارا في الآونة الأخير حول الجماعة التي تحكم العالم، وتحدد مساراته الاقتصادية، وتكون سببا في الأزمات المالية التي يعيشها العالم، وهناك منصات عديدة أعادت نشر هذا السؤال بتقص وبمقابلات كثيرة، حاولت من خلالها الوصول إلى كنه الجماعة التي تحكم العالم.
وقبل الخوض في الإجابة عن هذا السؤال دعونا نعرفكم بالجماعة التي يقال إلنها تحكم العالم:
ما هي جماعة بلدربيرغ:
جماعة مجموعة بلدربيرغ أو مؤتمر بلدربيرغ ، هو مؤتمر سنوي تأسس عام 1954 لتعزيز الحوار بين أوروبا وأمريكا الشمالية. حُدد جدول أعمال المجموعة حاليًا، والذي كانت يهدف في الأصل إلى منع حدوث حرب عالمية أخرى، ليدّعم الوفاق حول الرأسمالية الغربية للسوق الحر ومصالحها حول العالم. (ويكيبيديا)
أخذت مجموعة بيلدربيرغ اسمها من فندق دي بيلدربيرغ في أوستربيك ، هولندا ، حيث اجتمع أعضاؤها لأول مرة في 29 مايو 1954 بدعوة من الأمير برنارد أمير ليبي بيسترفيلد.
تتكون هذه المجموعة من نخبة من الساسيين الأمريكيين والأوربيين والأثرياء وقادة الأعمال والأكاديميين المؤثرين على مستوى العالم.
ويقوم جدول أعمال المجموعة بحسب البي بي سي على الجمع بين النخب السياسية من اليمين واليسار ، والسماح لهم بالاختلاط في محيط مريح وفاخر مع قادة الأعمال ، وترك الأفكار تنطلق بشكل حر.
بدأت الفكرة بعد الحرب العالمية الثانية، أو لنقل بعد أن وقع العالم تحت حربين ضروسين فانطلقت فكرة أهمية التلاقي بين طرفي الأطلسي
اجتماعات بلدربيرغ:
اجتماعات بيلدربيرج، وهي اجتماعات سنوية يحضرها 120 إلى 150 وقبل عام 2009 كانت اجتماعتها نصف سنوية ويجتمع في هذه الاجتماعات نخبة من القادة السياسيين والمسؤولين الحكوميين والخبراء من الصناعة والتمويل والإعلام والأوساط الأكاديمية في أوروبا وأمريكا الشمالية . توفر الاجتماعات ، التي تُعقد في دولة أوروبية أو أمريكية شمالية مختلفة كل عام ، بيئة خاصة غير رسمية يستطيع فيها أولئك الذين يؤثرون على السياسات الوطنية والشؤون الدولية في الغرب التعرف على بعضهم البعض ومناقشة مشكلاتهم المشتركة دون الالتزام. بعد كل مؤتمر ، يتم توزيع تقرير خاص عن الاجتماع فقط على المشاركين السابقين والحاليين ، وفي التقرير يتم تحديد المتحدثين فقط من قبل بلدهم. (الموسوعة البريطانية)
تظاهرات وقت اجتماعاتها السنوية:
يعتقد كثيرون أن عائلة (بلدربيرغ) تمثل حكومة ظل تحكم العالم بالخفاء، ولهذا يتظاهر كثيرون وقت انعقاد الاجتماع السنوي لهذه المجموعة، وتشدد الحراسة الأمنية على مقر الاجتماعات، ويمنع المتظاهرون من تجاوز سور محيط بمكان اجتماعات المجموعة.
لكن المجموعة تصر على ان اجتماعتها مجرد نقاشات بين مجموعة من النخب يفضّلون الابتعاد عن الأضواء السياسية والإعلامية.
هل بلدربيرغ تحكم العالم فعلًا؟
في مقال محايد نشرت البي بي سي مقالا تحدثت فيه عن هذه المجموعة، وبيّنت بحسب وجهة نظرها أن الناس بشكل عام يتماهون مع فكرة المؤامرة؛ ولذلك تراهم يصدقون مثل هذا الأمر، وذلك يرجع إلى طبيعة اجتماعات بادربيرغ السرية التي تجعل الناس يضفون عليها صفة الجماعة المتحكمة بالعالم، وذلك لتنوع الشخصيات المؤثرة التي تنضم إلى هذا الاجتماع السري.
لكن المقال يميل إلى أن هذه الادعاءات عبارة عن عقلية تؤمن بالمؤامرات ويمكن التحكم بها من خلال بث أنباء وأخبار واهية، وأما ما يميل إليه المقال، فهو أن السرية في اجتماعات هذه الجماعة يرجع إلى طبيعة الأشخاص المجتمعين وأنه حتى يغلق الباب على بعض التحليلات التي ربما تثير الحساسية لما يطرح في الاجتماعات، جعلوا الاجتماعات سرية وكذلك لضمان تكلم الحاضرين بحرية ودون تحسب.
لكن الفريق الآخر يرى أن مجموعة بيلدربيرج هي مؤامرة عالمية تتمثل في هيئة سرية تحاول تشكيل اتجاه العالم. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الاجتماعات ولا يتم الإعلان عن نتائج مناقشاتهم فيها، ومن هنا يدعي كثيرون بحسب الإندبندت أنهم عصبة شريرة للأثرياء وأصحاب النفوذ ولديهم ما يخفونه عن الناس.
من خلال ما تقدّم لا يمكن أن نقول حكما فصلا بخصوص هذه المجموعة، ولكن من خلال بيعة الاجتماعات والأشخاص المجتمعين، فإنه يمكننا أن نقول إن لم تكن هذه المجموعة حكومة ظل تحكم العالم بالخفاء، فإنه مما لا شك فيه أن لها دورا كبيرا في إدراة العالم فإذا كانت اجتماعاتهم للنقاش وحسب، فلماذا لا يسمحون لأشخاص من دول أخرى بالانضمام إلى مثل هذه الاجتماعات، وكيف يتم اختيار الشخصيات، ولماذا هذه السرية التي مهما بررت لا بد أن تثير الشكوك.
ونترككم مع هذا الفيديو الذي تحدث عن أحد اجتماعات مجموعة بلدربيرغ