شهر رمضان المبارك هو شهرٌ مميزٌ يزخرُ بالعديد من العادات والتقاليد التي تُميّزُ المجتمع السعوديّ. فمع حلول هذا الشهر الفضيل، تتغيّرُ أنماطُ الحياةِ اليوميةِ وتُصبحُ مُفعمةً بالروحانياتِ والتقاربِ بين أفرادِ العائلةِ والمجتمعِ.
الاستعداداتُ لشهرِ رمضان:
تبدأُ الاستعداداتُ لشهرِ رمضانِ قبلَ حلولِهِ بأسابيعٍ قليلةٍ. حيثُ تقومُ العائلاتُ بتنظيفِ بيوتِها وشراءِ احتياجاتِها من الموادِ الغذائيةِ المختلفةِ. كما تُقامُ في بعضِ المناطقِ فعالياتٌ وأسواقٌ خيريةٌ تهدفُ إلى مساعدةِ المحتاجينَ على توفيرِ احتياجاتِهم لشهرِ رمضان.
طقوسُ العبادةِ في شهرِ رمضان:
يُعدّ شهرُ رمضانَ فرصةً ذهبيةً للتقربِ من اللهِ تعالى من خلالِ العباداتِ المختلفةِ. فمع حلولِ هذا الشهرِ، تُحرصُ العائلاتُ على أداءِ صلاةِ التراويحِ في المساجدِ. كما يزدادُ الإقبالُ على تلاوةِ القرآنِ الكريمِ وحضورِ الدروسِ الدينيةِ.
العاداتُ الغذائيةُ في شهرِ رمضان:
يُعدّ شهرُ رمضانَ فرصةً لتجربةِ العديدِ من الأطباقِ الرمضانيةِ المميزةِ. فمع حلولِ هذا الشهرِ، تُصبحُ موائدُ الإفطارِ غنيةً بالأطباقِ المتنوعةِ مثلِ الكبسةِ والمنديِ والسليقِ. كما تُقدّمُ الحلوياتُ الرمضانيةُ مثلِ الهريسِ واللقيماتِ والقطايفِ في وجبةِ الإفطارِ.
التواصلُ الاجتماعيُّ في شهرِ رمضان:
يُعدّ شهرُ رمضانَ فرصةً للتقاربِ بين أفرادِ العائلةِ والمجتمعِ. حيثُ تُقامُ العديدُ من التجمعاتِ العائليةِ والفعالياتِ الاجتماعيةِ خلالَ هذا الشهرِ. كما تُحرصُ العائلاتُ على تبادلِ الأطباقِ الرمضانيةِ مع بعضِها البعضِ.
العاداتُ والتقاليدُ الرمضانيةُ:
يُعدّ شهرُ رمضانَ غنيًا بالعديدِ من العاداتِ والتقاليدِ التي تُميّزُ المجتمعَ السعوديّ. فمن أشهرِ هذهِ العاداتِ هي:
المسحراتي: وهو الشخصُ الذي يُعلنُ عن حلولِ وقتِ السحورِ من خلالِ الطّوافِ في الشوارعِ وضربِ الدفِّ.
أول من نادى بالتسحير عنبسة بن اسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي بصوته النّاس للسحور. وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر
انتشر تقليد المسحراتي في المملكة العربية السعودية منذ القدم. وكان المسحراتي يُجوب الشوارع والأزقة ليلاً، حاملاً طبلةً أو دفّاً، يضربها ويردد أناشيد رمضانية تقليدية لإيقاظ الناس للسحور. وأول من نادى بالتسحير عنبسة بن اسحاق ســنة 228 هـ
وكان المسحراتي يعتمد على بعض الأدوات لإيقاظ الناس للسحور، منها:
-
الطبلة:
وهي الأداة الرئيسية للمسحراتي، حيث كان يضربها لإصدار صوتٍ مميزٍ ينبه الناس لوقت السحور.
-
الدفّ:
وهو أداة موسيقية تشبه الطبلة، لكنها أصغر حجماً وأرق صوتاً.
-
المصباح:
- كان المسحراتي يستخدمه في الأزقة المظلمة لإنارة طريقه.
-
المِقَصّ:
كان بعض المسحراتية يحملون مقصًا ليُصدر صوتًا مميزًا يُنبه الناس.
مع مرور الوقت، وظهور وسائل الإعلام الحديثة، مثل الراديو والتلفاز، اندثر تقليد المسحراتي بشكلٍ كبيرٍ في السعودية.
لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت بعض المبادرات لإحياء تقليد المسحراتي في بعض المناطق في السعودية. حيث يقوم بعض الشباب بتجسيد دور المسحراتي وجولانهم في الشوارع والأزقة لإيقاظ الناس للسحور.
الغبقة:
الغبقة هي وجبة اجتماعية تقليدية تُقام في شهر رمضان المبارك في بعض الدول العربية، خاصةً في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. تُؤكل هذه الوجبة بين وجبتي الإفطار والسحور، وتُعدّ فرصةً للقاء الأهل والأصدقاء وتبادل الأحاديث الودية.
يُعتقد أن أصل الغبقة يعود إلى البدو الرحل في شبه الجزيرة العربية. حيث كان من الصعب عليهم تحضير وجبة سحور كاملة في الليل، لذلك كانوا يتناولون وجبة خفيفة قبل النوم تُسمى “الغبقة”.
أطباق الغبقة:
تختلف أطباق الغبقة من منطقة إلى أخرى، لكن تشمل بعض الأطباق الشائعة:
- الثريد: وهو طبق من الأرز المطبوخ مع اللحم أو الدجاج.
- المندي: وهو طبق من الأرز المطبوخ مع اللحم أو الدجاج في تنور خاص.
- الكبسة: وهو طبق من الأرز المطبوخ مع اللحم أو الدجاج والبهارات.
- السليق: وهو طبق من الأرز المطبوخ مع اللحم أو الدجاج والبهارات.
- الحلويات الرمضانية: مثل الهريس واللقيمات والقطايف.
القرقيعان:
القرقيعان هو تقليد رمضاني شائع في دول الخليج العربي، خاصةً في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. ويُقام في ليلة النصف من رمضان، حيث يخرج الأطفال مرتدين ملابس تقليدية ويطرقون الأبواب لجمع الحلويات والمكسرات.
سبب تسمية القرقيعان:
هناك العديد من الروايات حول سبب تسمية القرقيعان بهذا الاسم، منها:
- القرْقعة: وهي صوت قرع الأبواب التي يقوم بها الأطفال لجمع الحلويات.
- القرْقِعان: وهو نوع من الحلويات التي كان يتم توزيعها على الأطفال في ليلة القرقيعان.
- قَرْقَعَةُ البطن: وهي صوت جوع الأطفال في ليلة القرقيعان.
ماذا يقدم بالقرقيعان:
-
- الفول السوداني: وهو من أهم مكونات القرقيعان.
- الحلويات: مثل التمر واللوز والزبيب.
- النقود: حيث يقوم بعض أصحاب البيوت بإعطاء الأطفال نقودًا بدلاً من الحلويات.
عادات وتقاليد القرقيعان:
تختلف عادات وتقاليد القرقيعان من منطقة إلى أخرى، لكن تشمل بعض العادات الشائعة:
- ارتداء الأطفال ملابس تقليدية: مثل الثوب والدشداشة والبخنق.
- حمل أكياس لجمع الحلويات والمكسرات: مثل أكياس القماش أو سلال الخوص.
- ترديد الأناشيد: مثل “قرقيعان وقرقيعان، بين ايديكم يا ملّكان، عطونا الله يرضى عليكم، بيتكم عامر بالخير”.
- توزيع الحلويات والمكسرات على الأطفال: من قبل أصحاب البيوت.
ختامًا:
يُعدّ شهرُ رمضانَ فرصةً ذهبيةً للتقربِ من اللهِ تعالى والتقاربِ بين أفرادِ العائلةِ والمجتمعِ. فمع حلولِ هذا الشهرِ الفضيل، تُصبحُ الحياةُ مُفعمةً بالروحانياتِ والتقاربِ والبهجةِ.
وإن العادات والتقاليد المرتبطة بهذا الشهر الفضيل في جميع البلدان ما هي إلا تأريخي يصور لنا حركة المجتمع وتطوره وطبيعة الناس فيه، ولهذا حاولنا أن نسلط الضوء على عادات الناس في السعودية في هذا الشهر الفضيل.